الحجة الثالثة: أنه تعالى قرن: ١ - طاعته بطاعته فقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}. (سورة النساء: الآية ٨٠). ٢ - وبيعته ببيعته فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}. (سورة الفتح: الآية ١٠). ٣ - وعزته بعزته فقال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}. (سورة المنافقون: الآية ٨). ٤ - ورضاه برضاه فقال: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}. ٥ - وإجابته بإجابته فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} (سورة الأنفال: الآية ٢٤). الحجة الرابعة: أنه تعالى أمر محمدًا بأن يتحدى بكل سورة من القرآن فقال: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}. (سورة البقرة: الآية ٢٣). وَأقصرُ السور سورةُ الكوثر وهي ثلاث آيات. وكان الله تحداهم بكل ثلات آيات من القرآن، ولما كان القرآن ستةَ آلافِ آية، لزم أن يكون معجزُ القرآن معجزًا واحدًا بل يكون ألفي معجزة وأزيد. وإذا ثبت هذا فنقول: إن الله سبحانه ذكر تشريف موسى بتسع آيات بينات؛ فلأن يحصل التشريف لمحمد بهذه الآيات الكثيرة كان أولى. الحجة الخامسة: أن معجزة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ من معجزات سائر الأنبياء، فوجب أن يكون رسولنا أفضل من سائر الأنبياء. الحجة السادسة: أنه عليه الصلاة والسلام خاتمُ الرسل، فوجب أن يكون أفضلَ؛ لأن نسخ الفاضل بالمفضول، قبيح في المعقول. الحجة السابعة: أن دين محمد عليه الصلاة والسلام أفضلُ الأديان، فيلزم أن يكون محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء. اهـ. باختصار من تفسير الفخر الرازي: جـ ٦/ ١٩٤. وفيه كلام "نفيس" فجزاه الله خيرًا ورحمه.