للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمَّا تنازل الحسن - رضي الله عنه - عن الخلافة له تحقيقاً لقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: " إنّ ابني هذا سيِّد، ولعلَّ اللهَ أن يُصْلِحَ به بين فئتين عظيمتين مِن المسلمين" (١)، وسمِّي ذلك العامُ عامَ الجماعة، وهذا يؤكِّد صحَّة خلافة معاوية - رضي الله عنه -؛ لأنَّ الله تعالى أجار أمَّة النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الاجتماع على ضلالة، وقد اجتمعوا على معاوية - رضي الله عنه -، فلا ريب أنَّهم اجتمعوا على حقٍّ، فما بال أقوام لا ينتهون عن ثَلْبِ معاوية - رضي الله عنه - إلى السَّاعة، وقد اجتمع عليه خَيْرُ النَّاس يومها وربِّ النَّاس؟!

أدلّة العدالة

ومِنْ أدلَّةِ عدالتهم مِنَ التَّنزيل، قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٣)} [الحجرات] وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٨)} [الزّمر] وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ (٤)} [الفتح] وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤)} [الأنفال]، وقوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى (٥٩)} [النّمل]، وقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (٥٤)} [المائدة]، وقوله تعالى: {حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ

الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)} [الأنفال] في آيات كثيرة متكاثرة.


(١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٣/ص ١٧٠) كتاب الصّلح.

<<  <   >  >>