فإذا كان هذا للمؤمنين، أفلا يكون لأمّ المؤمنين - رضي الله عنها - والصَّحابة الأوَّلين - رضي الله عنهم -، الَّذين لا يعدل بهم أحد ممَّن جاء مِن بعدهم، ولا يقاس بهم؟!
فلا تسمع لمن قال: إنَّ عائشة - رضي الله عنها - أذنبت ذنباً لا تنفع معه توبة، فلا نَعْلَمُ ذنباً تقصر عن محوه التَّوبة، فالتَّوبة تأتي على كلِّ ذنبٍ يقع مِنَ المؤمن إذا تاب وأناب إلى ربه وأسلم له، فقد فتح الله تعالى باب الرَّجاء، فقال - جل جلاله -: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)} [الزّمر](١).
فالله تعالى لا يتعاظَمه ذنْب مِنْ أن يغْفِرَه، وقد وعد الله تعالى بالقبول، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ (٢٥)} [الشّورى]،
(١) قيل إنَّها أرجى آية في كتاب الله تعالى، ولعلَّ أرجى منها قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ (٦)} [الرّعد].