للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقديم

د. محمّد ملكاوي

يأبى اللهُ تعالى إلَّا أنْ يجْعَلَ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ رَبَّانِيِّينَ يدافعون عن دينه وسنَّةِ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ويحمون أَعْراضَ المؤمنين والمؤمناتِ، وفي مُقَدِّمَتِهم أَصْحَابُ نبيِّه وأزواجُه - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّ مَنْ حمى مؤمناً مِنْ منافق يغتابه حماهُ اللهُ مِنْ نار الآخرة.

ومن هؤلاء الرَّبَّانِيِّينَ أخونا الفاضل الأستاذ أحمد محمود الشّوابكة، الَّذي أحبَّ الله تعالى ورسُولَه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه وأزواجَه والمؤمنين، فقد طَمِعَ الأستاذ الشّوابكة بحُبِّهم أن يستنقذ نفْسَه وأَهْلَه من عذاب الآخرة، وأن يكون رفيق الَّذين أنعم الله عليهم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ والصَّالحين في جنَّات النَّعيم، فسخَّر الأستاذ الفاضل وقته وجهده للتَّبحُّر في سيرة الرَّعِيل الأوَّل لاستخراج الدُّرر النَّفيسة، الَّتي أَذْهل الكثيرين عنها الانشغالُ بمطالب الحياة الدُّنيا، فلم يبق لهم وقتاً للبحثِ والتنقيب، وأغفلَ عنها الكثيرين أيضا دعاةُ الضَّلالة الَّذين اشتروا عَرَضاً دنيويّاً زائلاً بجنَّاتٍ نعيمها مقيم.

وكان من بعض دُرَرِ الأستاذ الشّوابكة كتابه " الأثر الثَّمين في نصرة عائِشَةَ - رضي الله عنها - أمِّ المؤمنين" فقد اقتفى فيه جُلَّ ما دوَّنته الكتبُ الموثَّقةُ في سيرةِ هذه الطَّيِّبةِ المطيَّبة - رضي الله عنها -، ورَدَّ فيه على الشُّبهات التي أُشْرِبتْها قُلُوبُ الحاقِدِين الَّذين سيْطَرَ عليهم إِبْلِيسُ، فأوحى إليهم زُخْرُفَ القُوْل غُرُوراً، فظنَّوا أنَّهم يَفْتِنُون المؤمنين عن الحقِّ المبين، فخاب سعيُهم؛ إذ تَتَبَّعَ الأستاذ الفَاضِلُ شُبُهَاتِهم وَرَدَّها كلَّها بما قاله فيها الطَّيِّبُ - صلى الله عليه وسلم -، وبما قاله أيضاً أَحْبَارُ الأمَّة من المحدِّثين والمفسِّرين والمؤرِّخين الَّذين شَرَوا أَنْفُسَهم ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله.

<<  <   >  >>