للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّحابة لا إله إلا الله، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ " (١)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سَبَّ أصحابي، فَعَليْهِ لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاس أجمعين" (٢).

واعلم أنَّ سبَّ الصَّحابة فيه أذى لله تعالى؛ لأنَّ الله تعالى هو الَّذي اختارهم لصحبة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، قال قتادة: " وَلَكِنْ أَحَقّ مَنْ صَدَّقْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ الله لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ" (٣) وهو الَّذي زكَّاهم في كتابه الكريم، وضرب لهم مثلاً في التوّراة والإنجيل.

وفيه أذى للرَّسول - صلى الله عليه وسلم - واتِّهام له أنَّه لم يحسن تربيتهم، وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - أثنى عليهم وليسوا أهلاً للثَّناء، وهذا ممنوع.

مَن تكلّم ومَن تولّى كبره

في آخر رواية هشام بن عروة أنَّ الَّذين تكلَّموا هم: حمنة، وحسّان، ومسطح لا إله إلا الله. وإنَّما أُخِذَ عليهم لأجل أنَّهم سمعوا وأصغوا، وأمَّا مَن اخْتَلَقَ الإفك وأذاعه وأشاعه فهو رأس المنافقين ابن أبيّ، تقول عائشة - رضي الله عنها -: "أمَّا زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ فَعَصَمَهَا اللهُ بِدِينِهَا فَلَمْ تَقُلْ إِلَّا خَيْراً، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيهِ مِسْطَحٌ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَالمُنَافِقُ عَبْدُ الله بْنُ أُبَيٍّ،


(١) مسلم "صحيح مسلم بشرح النَّووي" (م ٨/ج ١٦/ص ٩٣) كتاب فضائل الصَّحابة.
(٢) الألباني "سلسة الأحاديث الصَّحيحة" (م ٥/ص ٤٤٦) وقال: بمجموعِ طُرقِةِ حَسَن.
(٣) أحمد "المسند" (ج ١٠/ص ٤٣٦/رقم ١٢٣١٦) وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>