للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتها - رضي الله عنها -

تزوَّج أبو بكر في الجاهليَّة قتلة، أوقتيلة بنت عبد العزَّى القرشيَّة العامريَّة، واختلف في إسلامها، فولدت له: عبد الله، وأسماء (ذات النِّطاقين)، وتزوَّج أمَّ رومان، وولدت له: عبد الرَّحمن، وعائشة.

وتزوَّج في الإسلام أسماء بنت عميس، وولدت له محمَّداً في طريق المدينة إلى مكة في حَجَّةِ الوَدَاع كما ثبت عند مسلم في حديث جابر بن عبد الله الطَّويل، وتزوَّج حبيبة بنت خارجة، وولدت له بعد وفاته أمَّ كلثوم.

نشأتها - رضي الله عنها -

نشأت - رضي الله عنها - في بيت أبيها أبي بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه -، أعلم العرب قاطبة بِأَنْسَاب قريش، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لحسّان - رضي الله عنه -: "لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا ـ وَإِنَّ لي فِيهِمْ نَسَبًا ـ حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي" (١). وقد شابهت أباها في صفات عديدة وخلائق حميدة، فقد ورثت عنه الصِّدق، فهي الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق.

وكان الصَّادق الأمين - صلى الله عليه وسلم - قد أطلق على أبيها لقب الصِّدِّيق، حَدَّثَ أَنَسُ - رضي الله عنه -:أنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَعِدَ أُحُدًا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ" (٢). والصِّدِّيق مرتبة دون الأنبياء وفوق الشُّهداء، قال تعالى: {ا وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ (٦٩)} [النّساء].


(١) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٨/ج ١٦/ص ٤٩) كتاب فضائل الصّحابة.
(٢) ((البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٤/ص ١٩٧) كتاب فضائل الصّحابة.

<<  <   >  >>