للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أمر الله تعالى به مَن جاء مِن بعد الصَّحابة لا إله إلا الله

أَثْنَى اللهُ تعالى على أصحاب النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غير آية ثناءً أوجب محبَّتهم، فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ (٤)} [الفتح]، وقال تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ (١٧٤)} [آل عمران]، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢)} [الأنفال] في آيات يطول ذكرها.

ونَدَبَ إلى اتِّباعهم بإحسان، والدُّعاء لهم والاستغفار، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا (١٠)} [الحشر].

فكلُّ مَنْ جاء مِنْ بعد الصَّحابة مِنَ التَّابعين مأمورٌ بالدُّعاء والاستغفار لأصحاب النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عامَّة، فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} عمَّ كلَّ مَنْ جاء مِنْ بعد الصَّحابة إلى قيام السَّاعة، وقوله تعالى: {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} عمَّ كلَّ أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

ولذلك فإنَّ مِنْ أَمارات التَّابعين للصَّحابة بإحسان أنَّهم يستغفرون لإخوانهم السَّابقين بالإيمان، ويسألون الله تعالى ألّا يكون في قلوبهم غلّ لهم، عرفاناً بحقِّهم وفضلهم؛ فقد وَرِثوا عنهم ما تلقّوه عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً، واعتقاداً، ومنهجاً.

ومِنْ أَمارات مَنْ لم يتَّبعهم بإِحسان أنَّهم يسبُّون الصَّحابة الكرام، وقد

<<  <   >  >>