للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَلَمْ تَبْرَحْ زَيْنَبُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ، قَالَتْ: فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا حَتَّى أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ الله وَتَبَسَّمَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ " (١). وفي الحديث وُجُوْب مَحبَّة عائشة - رضي الله عنها - عَلَى كُلِّ أَحَدٍ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - لابنته فاطمة - رضي الله عنها - بصيغة الأمر:"فَأَحِبِّي هَذِهِ" أي عائشة - رضي الله عنها -.

نزول الوحي - عليه السلام - على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة - رضي الله عنها - دون سائر نسائه

قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ، لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ والله مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا" (٢).

[رؤية عائشة - رضي الله عنها - للوحي - عليه السلام - على صورة دحية الكلبي - رضي الله عنه -]

من فضائل عائشة - رضي الله عنها - ما رواه أحمد بإسناد حسن عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَعْرَفَةِ (٣) فَرَسٍ، وَهُوَ يُكَلِّمُ رَجُلًا، قُلْتُ: رَأَيْتُكَ وَاضِعًا يَدَيْكَ على مَعْرَفَةِ فَرَسِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ، قَالَ: رَأَيْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ جِبْرِيلُ - عليه السلام -، وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ، قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ" (٤).


(١) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٨/ج ١٥/ص ٢٠٥) كتاب فضائل الصّحابة، والبخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٣/ص ١٣٢) كتاب الهبة.
(٢) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٤/ص ٢٢١) كتاب فضائل الصَّحابة.
(٣) الموضع الّذي ينبت عليه العرف، وهو الذي في أعلى عنق الفرس ورأسه.
(٤) أحمد "المسند" (ج ١٧/ص ٣٣٨/رقم ٢٤٣٤٣) وإسناده حسن، وحسَّنه الألباني في "الصَّحيحة" (ج ٣/ص ١٠٥/رقم ١١١١).

<<  <   >  >>