للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو عمر أورد مائتي باب، في كل باب مائتى بيت ليس منها باب تكرر اسمه لأبي بكر، ولم يورد فيه لغير أندلسي شيئا؛ قال لنا أبو محمد علي ابن أحمد: وأحسن الاختيار ما شاء، وأجاد فبلغ الغاية، فأتى الكتاب فرداً في معناه.

ولأحمد بن فرج أيضاً كتاب في المنتزين والقائمين بالأندلس وأخبارهم وأنشدني له أبو محمد علي بن أحمد الفقيه:

بأيهما أنا في الشكر بادى ... بشكر الطيف أم شكر الرقاد

سرى وأراد بي أملى ولكن ... عففت فلم أنل منه مرادى

وما في النوم من حرج ولكن ... حريت من العفاف على اعتيادى

ومن قوله أيضا:

وطائعة الوصال عدوت عنها ... وما الشيطان فيها بالمطاع

بدت في الليل سافرة فباتت ... دياجى الليل سافرة القناع

وما من لحظة إلا وفيها ... إلى فتن القلوب لها دواعى

فملكت النهى جمحات شوقى ... لأجرى في العفاف على طباعى

وبت بها مبيت السقب يظما ... فيمنعه الكعام من الرضاع

كذاك الروض ما فيه لمثلى ... سوى نظر وشم من متاع

ولست من السوائم مهملات ... فأتخذ الرياض من المراعى

وكان الحكم المستنصر قد سجنه لأمر نقمه عليه؛ وأظنه مات في سجنه؛ وله في السجن أشعار كثيرة مشهورة.

أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد، يروى عن أبيه عن جده، وقد ينسبون إلى بيانة. روى عنه أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن التاهرتى، شيخ من شيوخ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، وكان قاسم بن محمد جد أحمد

<<  <   >  >>