والتصاون والعناية بالعلم، ثقة مأمون، قدم الأندلس قديماً، وكان جاراً للقاضي أبي العباس ابن ذكوان بقرطبة، ثم سكن إشبيلية سنين كثيرة قبل موت المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، ثم إلى صدر من الفتنة، وسمع من إبراهيم بن بكر الموصلي القادم إشبيلية؛ ومات بها بعد الأربع مائة. قاله أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمرى الحافظ. وقال لنا: إنه كتب عنه، وسمع منه.
أخبرنا أبو عمر النمري، قال: نا إسماعيل بن عبد الرحمن بكتاب أبي إسحاق ابن شعبان في مختصر ما ليس في مختصر ابن عبد الحكم، وبكتابه في الأشربة، وبكتابه في النساء، عن أبي إسحاق سماعاً منه.
إسماعيل بن القاسم أبو علي القالى اللغوي، ولد بمنازجرد، من ديار بكر، فنشأ بها، ورحل منها إلى العراق في طلب العلم، فدخل بغداذ في سنة ثلاث وثلاث مائة، وسمع من أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر العدوى، وأبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، وأبي بكر محمد بن السري، المعروف بابن السراج، وأبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، وأبي الحسن على بن سليمان الأخفش، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي بكر محمد ابن القاسم بن بشار المعروف بابن الأنباري، وأبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم ابن قتيبة، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبي عمر الزاهد محمد ابن عبد الواحد المطرز، وغيرهم؛ وقيل: إنه كان سمع من أبي يعلى أحمد بن علي ابن المثنى الموصلي؛ ومال بطبعه إلى اللغة وعلوم الأدب، فبرع فيها، واستكثر