للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكار؛ وأنا رأيت سماعه بخطه في أصول ابن سهل أحمد بن محمد بن القطان منه وكذلك سماعه من أبي محمد دعلج بخطه ببغداد: يحيى بن هشام المرواني أبو بكر من أهل العلم بالبلاغة والشعر ذكره أبو عامر بن شهيد.

يحيى بن هذيل أبو بكر من أهل العلم والأدب والشعر، غلب عليه الشعر فصار من المشهورين به، وقد سمع الحديث من أحمد بن غالب وغيره.

حدثني أبو محمد علي بن أحمد قال: حدثني خلف بن عثمان المعروف بابن اللجام قال: حدثني يحيى بن هذيل أن أول تعرضه للشعر إنما كان لأنه حضر جنازة أحمد ابن محمد بن عبد ربه، قال: وأنا يومئذ في أوان الشبيبة، قال: فرأيت فيها من الجمع العظيم، وتكاثر الناس شيئاً راعني، فقلت: لمن هذه الجنازة؟ فقيل لي لشاعر البلد، فوقع في نفسي الرغبة في الشعر، واشتغل فكري بذلك، وانصرفت إلى منزلي فلما أخذت مضجعي من الليل أريت كأني على باب دار فيقال لي: هذه دار الحين بن هاني، فكنت أقرع الباب فيخرج إلى الحسن فيفتح الباب وينظرني بعين حولاء ثم ينصرف، قال: فاستيقظت من ساعتي وقمت سحراً إلى المفسر فقصصتها عليه، فقال: سيكون محلك من قول الشعر بمقدار ما كان يتحول إليك من عين الحسن، قال لي أبو محمد: مات أبو بكر بن هذيل سنة خمس أو ست وثمانين وثلاث مائة، وهو ابن ست وثمانين، وكان قد بلغ منالأدب والشعر مبلغا مشهوراً، ومن مستحسن شعره:

لم يرحلوا إلى وفوق رحالهم ... غيم حكى غبش الظلام المقبل

<<  <   >  >>