للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرادها من أنها بعمل التحليل وهي بستة، وبالعجمية شش، فإذا هبطت سارت سينا والغض الألف، وهي يك، ولها اللام بالعدد الحسابي من أبجد، وغض مرادفه كف، وهي بمائة، فإذا هبطت، لها الياء والميم من الغاية.

[السيد عبد الكريم]

هو منهم بيت القصيد، وواسطة عقد المجد النضيد.

تجسَّم من شرف محض، وكرم لا يحتاج خيره إلى خضٍ ومخض.

إلى ما حاز من أشتات الكمال، والمعالي المربية على الآمال.

وهو بعد أبيه النقيب، ومحله فوق المعلى والرقيب.

فمهما ترقى البدر فقاصرٌ عن مراقيه، والبحر لو عذب لكان بعض سواقيه.

وله مع النباهة روح الفضل وجسمه، ومن بشر أساريره ينهض أثر المجد ورسمه.

وبيني وبينه ودٌ مورث في الأعقاب، وحب خالد ما دامت الأحقاب.

ولي في كل لحظٍ منه أملٌ ينشيه ويعيده، وفي مرأى وجهه نوروز إذا مضى أقبل عيده.

وإذا أردت مدحه أرسلت نفسي وما تجود، فلا تنتهي عند وصفٍ من أوصافه إلا وتقول أحسن الموجود.

وأنا أرجو الله تعالى في كل ما يشاؤه، وأسأل له ما هو ما يدوم به ممتلئاً رشاؤه.

ولقد أوردت له من نفثاته السحرية، ونسماته الشحرية.

ما هو أحسن من نور تفتحه الصبا، وأوقع من خلسة الوصل في عهد الصبا.

فمن ذلك قوله:

لقد دعانا إلى الرُّبي الطَّرَبُ ... فأجبناه حسْبَما يَجِبُ

واستبقَنْا والشوقُ يجذِبُنا ... كأن أشْواقَنا لنا نُجُبُ

وشَمْلُنا والحظوظُ تُسِعدنا ... مُجتِمعٌ سِلْكُ عِقْدنا الأدبُ

فحَلْلنا منها بمُرتَبَعٍ ... وهو للرَّائين مُنْتخبُ

وقد حبانا الربيعُ مقْتِبلاً ... بمزاياه والمُنَى نُخَبُ

فالروضُ مُخْضلَّةٌ ملابسُه ... تجمَّع الحسنُ فيه والأرَبُ

وقد تناغَتْ به بَلابُله ... فمنهمُ فاقِدٌ ومصطحِبُ

وموكبُ الزَّهْرِ في حدائقِه ... مُنْتَزه بالعيونِ مُنْتهَبُ

تُظِلُّ مَغْناه وهْو مُزدهِرٌ ... قِبابُ نَور كأنها سحُبُ

يُنْعشنا العَرْفُ من شَمِيمِهما ... ومثل هذا العبيرِ يُكتسَبُ

والْمَرْجُ رَحْبُ الفِناء مُصْطحِبٌ ... عليه ذَيْلُ النسيمِ مُنْسحبُ

تخاُله من زَبَرْجَد نَضِرٍ ... بحراً غدا بالنسيمِ يضْطربُ

يشوقُنا حسنُه ومنظرُه ... يَسُرُّنا حيث زانَه الخصبُ

ولا نْسكابِ المياهِ حسنُ صَدًى ... يرقُص عند اسْتماعِه الحَبَبُ

فمُذ نَعِمْنا بذا وذاك وقد ... تكنَّفتْنا بفَيْئها القُضُبُ

أخصَب رَبْعُ المنى وطاب به ال ... عيْشُ لنا واسْتفزَّنا الطَّربُ

فعاد للوجْدِ مُدْنَفٌ طَرِباً ... وهكذا مُدنَفُ الهوى طَرِبُ

ومال وَفْقَ الهوى وحُقَّ له ... ذلك إذْ ليس ما به لَعِبُ

وراح يُمْلِي غرامَه ولَهاً ... في غَزْلِ رَقٍّ صَوْغُة عَجَبُ

ومن يكن بالغرامِ مُمتَحَناً ... ولا غَرْوَ بالشوقِ قلبُه يَجِبُ

يا بأبِي مُتْرَفٌ ألِفْتُ به ال ... وَجْدَ وما غير مِحْنَتِي السَّببُ

أطعْتُ فيه الهوى ومَعْدِنُه ... بمِغْنَطِيسِ الجمال مُنْجذِبُ

جمالُه فتنةٌ لذِي نُسُكٍ ... مُهذَّبٍ زان حُسْنَه الأدبُ

تمازجَ اللطفُ والعفافُ به ... كذا لَمَي الثَّغْر منه والشَّنَبُ

بَدْرٌ مُحيَّاه ما به كَلَفٌ ... برَوْنَق الحسنِ راح ينْحجِبُ

وقَدُّه السَّمْهَرِيُّ من مَرَحٍ ... ما اهْتزَّ إلَّا ازْدَهتْ به القضُبُ

وما بطَرْفٍ رَنَا لوامِقِهِ ... إلا وسهمُ اللِّحاظ مُنْتشِبُ

شَهِيُّ لفَظٍ تكاد رقَّتُه ... تسْتِرقُ الَّلبَّ وهْو مُحْتجِبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>