للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاسِدُ ومُبْغِضٌ له زَمِن ... وهالِكٌ ومَيِّتٌ به قَمِنْ

وليس يُشْفَى مُبْغِضٌ له أُعِلّ ... مَعْنىً وفي هَراوةٍ جُعِلْ

يقولُ عبدُ رَبِّه مُحَمَّدُ ... في نحوِ خَيْرِ القولِ إنِّي أحْمَدُ

وهو بدَهْرِه عظيمُ الأمَلِ ... مُرَوَّعُ القلبِ قليلُ الْحِيَلِ

فادْعُ له وسَادَةً قد حَضَرُوا ... وافْعَلْ أُوافِقْ نَغْتبطْ إذ تَشْكُرُ

واجْبُرْهُ بالدُّعَا عَساه يَغْتَنِمْ ... فَجَرُّه وفَتْحُ عَيْنِه الْتُزِمْ

أنشَدْتُ فيكم ذا وقال قائلُ ... في نحوِ نِعْمَ ما يقولُ الفاضِلُ

أدْعُو لكم بالسِّتْرِ في كلِّ زَمَنْ ... لِكَوْنه بمُضْمَرِ الرَّفْعِ اقْتَرَنْ

مَآثرٌ لكم كثيرةٌ سِوَى ... ما مَرَّ فاقْبَلْ منه ما عَدْلٌ رَوَى

قد انْتَهَى تعْرِيفُ ذا الْمُعَرَّفِ ... وذُو تَمامٍ ما بِرَفْعٍ يَكْتَفِي

لأنْتُمُ تاجُ الأئِمَّةِ الأُوَلْ ... ومَا بجَمْعِهِ عُنِيتُ قد كَمَلْ

فاللهُ يُبْقِيكم لَدَيْنَا وكفَى ... مُصلَّياً على الرسولِ المصطفَى

تَتْرَى عليه دائِماً مُنْعطِفَا ... وآلِه المُستكْمِلين الشَّرَفَا

حسن بن مسعود اليُوسِيّ الْمَرَّاكُشِيّ

شيخٌ حسَن السَّمت، سليمُ الطَّبْع عن العِوَج والأَمْت.

تلقَّيْتُ خَبَرَه من الرُّواة، فرأيتُ له ثَناءً حَسنا يُعطِّر الأسْماع والأَفواه.

هم مُسْتَغْنٍ في حَدِّ ذاته عن زيادة الأوصاف، وله شِعْرٌ نَعْتُه بالحُسن من مُراعاةِ الإنْصاف.

فمنه قوله، لما دخل فاس فلم يَلْق فيها مَبَرَّة، ولم يَرَ من أهلِها إلاَّ تَهَلُّلَ أسِرَّة.

فبَقِيَ فيها مَثْلولَ العَرْش، بل أقَلَّ من هَمْزِوَرْش:

مَا أنْصَفَتْ فاسٌ ولا أعْلامُها ... قَدْرِي ولا عرفُوا جلالةَ مَنْصِبي

لو أنْصَفُوا لَصَبَوْا إليَّ كما صَبَا ... رَاعِي سِنِين إلى الغمامِ الصَّيِّبِ

أشار إلى قول الشاعر:

وحديثُها كالقَطْرِ يسْمعُه ... رَاعِي سنِينَ تتابَعتْ جَدْبَا

فأصاخَ يرْجُو أن يكون حَياً ... ويقول مِن فَرَحِ هَيَا رَبَّا

فصل لِلْمِيكالِي: ّ أنا أَوْلَى بالحمدِ وقد لَحَظْتُ مَواقِعَ أناملِه، وشقَقْتُ بَوارِقَ فضائلِه، مِن راعِي القَفْرِ وقد رأى القَطْرَ سَكْباً، بعد سِنِين تتابعتْ جَدْبا.

فأصاخ يرْجُو أن يكون حَياً ... ويقول مِنْ فَرَحٍ هَيا رَبَّا

ولِلْيُوسِيّ:

على رِسْلِكم يا أهْلَ فاسَ فإنني ... فَتىً لستُ بالفَدْمِ الغَبِيِّ ولا الغِمْرِ

أنا الصَّارمُ الماضِي ويا رُبََّّ نافِثٍ ... يُخلِّق في البَحْثِ الأدِيمَ ولا يَفْرِي

يحيى بن محمد الشاوِي الجَزَائريّ نزيلُ مصر

مُنْتهى الكلام، وخاتمة الأعلام.

الجِهْبِذُ النَّحْرِير، مالكُ أَزِمَّةِ التَّقْرِير والتَّحرير.

فاق أهلَ الآفاق، وانْعَقد على تفرُّدِهِ الوِفَاق.

فهو المُقرَّر ببرهان التَّطْبيق توحيدُه، فلا تَمَانُعَ فيه إلاَّ مِن مُعانِدٍ عُلِمَ مَرْجِعُهُ عن الحقِِّ ومَحِيدُه.

فكل مَنْهَلٍ ينضُب إلاَّ مَنْهله الزَّاخِر، وكلُّ قدرةٍ تلْتقي طَرَفاها إلاَّ قدرة بَنانِه التي أعْيَى الأوَّلُ منها الآخِر.

إذا اسْتخْدم القلمَ أبْدَى سِحْرَ العقول، وإن جرتْ على لسانِه الحروفُ وَفَّق بين المعقول والمنقول.

وعلى الجملة فهو كما قيل: لو باراه سَحْبان سَحَبَ ذيلَ الخجل، أو مَاراه صَعْصَعةٌ تَصَعْصَعَ قَلبُه من الوَجَلْ.

أو بارَزه الفرزفرز سحرُهُ، أو جارَاه ابن بَحْر غاضَ بَحْرُهُ يُخِلُّ لسانَ الخليل في عَيْنه، ويُدرِّدُ ابْنَ دُرَيد بإظْهار مَيْنِه.

ويُوهِي سِيبَويْه نَحْوُه، ويطفيءُ نَارَ نِفْطَويْه مَحْوهُ.

ويهْشِم أنْفَ أبي هاشمٍ في اعْتزاله، ويتجنَّب الجُبَّائيُّ صَوْلَةَ انْخِزالِه.

<<  <  ج: ص:  >  >>