للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

وليس عجيباً ما بجسمِي من الضَّنَى ... ولكن حياتي يا ابْنةَ القومِ أعْجَبُ

وقولي:

إن الكرامَ إذا اخْتشَوْا نَدَّ العُلَى ... جَعَلُوا لها سِمْطَ القَرِيضِ قُيودَا

وقولي:

وما الدهرُ من أصلِه فاسدٌ ... ولكنْ فسادُ الورَى أفْسَدَهْ

وقولي:

قل للذي هَمُّهُ الفَخارُ ... من دون ذا ينْفَق الحمارُ

وقولي:

إذا تَناءتْ قلوبٌ ... لا كان قربُ ديارِ

وقولي:

ما خُصَّ ذو الجهلِ الدَّنِيِّ برُتْبةٍ ... إلاَّ كما خُصَّ الخِتامُ بخِنْصَرِ

وقولي:

نعيمُ المرءِ ثوبٌ مُسْتعارُ ... وفي الماضي لمن يبْقَى اعْتبارُ

وقولي:

مَن رام مِن حُسَّادِهِ نُصْرَةً ... كان كمَن في النارِ يُطْفِي الأُوَارْ

وقولي:

مَحْصولُ وُدِّك في رِضاك مُحَصَّلٌ ... شَرْحُ القصائدِ في الوُجوهِ مُلَخَّصُ

وقولي:

غُصَصُ الحياةِ كثيرةٌ ولقد ... تُنْسِي الحوادثُ بعضُها بَعْضاَ

وقولي:

إن زاحَمتْك نوائبٌ ... زَاحِمْ بِعَوْدٍ أو دَعِ

وقولي:

عَيْنٌ أصابتْ شَمْلَنا لا رأَتْ ... شَمْلاً على طُولِ المَدامِعِ يُجْمَعُ

وقولي:

كلامُه في وعيدِي ليس يجْرحُنِي ... إن الوعيدَ سلاحُ العاجِز الحمِقِِ

وقولي:

لك الوُدُّ والإخلاصُ من قلبِ صادقٍ ... وأبعَدُ ما حاولْتَ قلبُ الحقائقِِ

وقولي:

صدَقُوا ولكن لستُ ممن يقْبلُ ... ليس المُخاطَبُ في الورَى مَن يعْقِلُ

وقولي:

ومَن لم يشكرِ النَّعْماءَ يوماً ... وأنْكَرها فقد رَضِيَ الزَّوالاَ

وقولي:

ولا خيرَ فيمن غَيَّرَ البُعْدُ قلبَه ... ولا في وِدادٍ غَيَّرتْه العَوامِلُ

وقولي:

لا شيءَ أجْرَى لدموعِ عاشقٍٍ ... من فُرْقةِ الأحبابِ والمَنازلِ

وقولي:

مَطلتْنِي ثم أدَّعيْتَ السَّخا ... والمَطْلُ مولودٌ من البُخْلِ

وقولي:

أنا والمَنِيَّةُ في وَجَلْ ... مِن سِحْرِ هاتيك المُقَلْ

وقولي:

إذا لم أذُقْ غَيْرَ هَجْرِ الظِّبا ... فمِن أين أعرفُ طَعْمَ الوِصالْ

وقولي:

كنتُ مُسْتأنِساً إلى كلِّ شخصٍ ... فأنا الآن نافِرٌ من خَيالِي

وقولي:

بين اللَّواحِظِ والمُتونِ ذِمامُ ... سَبَبٌ لأن تَفْنَى به الأجْسامُ

وقولي:

كلُّ نارٍ غيرَ نارِ الْ ... عشْقِِ بَرْدٌ وسَلامْ

وقولي:

الشيءُ يَظْهَر في الوجودِ بضدِّهِ ... لولا الضرورةُ ما اسْتبانَ المُنْعِمُ

وقولي:

تكتُّمُ المُغْرَمِ لا يُمْكِنُ ... وسَلْوةُ العاشقِ لا تَحْسُنُ

وقولي:

ما كلُّ ما تحْذرُ بالكائِنِ ... قد ينْزِلُ المكروهُ بالآمِنِ

وقولي:

لا عذَّب اللُهُ مُتَيَّماً بما ... لَقِيتُه مِن كثْرةِ التَّجَنِّي

وقولي:

إن الرجالَ لهم وسائلُ للمُنَى ... ووَسِيلتِي حُبُّ النبيِّ وآلِهِ

وقولي:

إن تكنْ صُحْبتِي تنفَيْتَ عنها ... أيَّ أُحْدوثَةٍ تُحِبُّ فكُنْهَا

وقولي:

بالصبر يَرْقَى المرءُ أوْجَ العُلَى ... إن التَّأنِّي دَرَجٌ للرَّقَا

وهنا جَفَّ القلَم، وقد أدَّى ما عليه فلم يُلَم.

وقد رأيتُ أن أختم الكتاب بهذين البيْتَيْن، وأنا مُسْتشْفِعٌ في إصْلاحِ أحْوالي بصاحبِ القِبْلَتَيْن.

وهما:

لئِنْ ضاقتْ بيَ الأيامُ ذَرْعاً

خَلَصْتُ من الأماني في حياتي

<<  <  ج: ص: