للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مذهب المجدِ ودِين العُلى ... سِيَّانِ إكْثاري وإقْلالِي

وقوله:

حجبوا عنِّيَ الحبيبَ وحالُوا ... دونه واستمرَّ ذاك الحجابُ

ضربُوا بيْننا بسُورٍ منيعٍ ... مُحكمٍ ما لذلك السورِ بابُ

باطنٌ فيه رحمةٌ لكِن الظاَّ ... هرُ لي منه نِقْمةٌ وعذابُ

ومن مقطعاته قوله:

قد ظننتُ النجاةَ والفوزَ في الحبِّ ... بأن ألْثِم الثَّنايا العِذابَا

فبِتَرْكي والاحْتياط وتْعوي ... لِي على الظنِّ ذقتُ هذا العذابَا

وقوله مورِّيا بلقبه:

قلتُ لما لَجأْتُ في هَجْوِ دهرٍ ... بذَل الجُهدَ في احتفاظِ الجَهُولِ

كيف لا أشتكِي صُروفَ زمانٍ ... ترك الحرَّ في زَوايا الخُمولِ

قلت: للشعراء المتقدمين أشعارٌ كثيرة، تتعلَّق بأسمائهم وألقابهم، من ذلك قول السراج الوراق:

بُنَيَّ اقْتدَى بالكتاب العزيزِ ... فزاد سروراً وزدتُ ابْتهاجَا

فما قال لي أُفُّ في عمرِه ... لكوْني أباً ولكوْني سِراجَا

والذي أكثر من هذا حد الإكثار الشهاب الخفاجيّ، فمن ذلك قوله:

قالوا نراك سقطْتَ من رُتَبٍ ... أترى الزمانَ بمثل ذا غلِطَا

قلتُ الشياطينُ اللئامُ عَلَوْاً ... ولذا الشهابُ من العُلى سقطَا

وله:

يراكمْ بعْين الشوقِ قلبي على النَّوَى ... فيحسدُه طَرْفٌ فتنْهلُّ أدمعِي

ويحسد قلبي مَسْمَعِي عند ذكْركمْ ... فتذْكُو حراراتُ الجوى بين أضْلَعِي

ومن معمَّياته قوله، في اسم علي:

اُفْدِيه وافِىَّ المحاسنِ بارِعاً ... يعْلو عن الإنْشادِ والإنْشاءِ

يا مِحْنتي فلقد تعرَّض لَحْظُه ... وعِذارُه من قبلها لشَقائِي

وقوله فيه أيضاً:

بفؤادي أفْدِي حبيبى وإن عَنَّي ... فؤادي بالوجْدِ والتعذيبِ

مِن مُحَيَّاه يلمع النورُ يامَن ... لام هلاَّ شاهدتَ نُورَ الحبيبِ

وقوله في اسم خالد:

أطْمَعني يومَ الِّلقاء في المُنى ... ثم انْثنى بالصدِّ والاجْتنابْ

ولاح في وجْنِته حمرةٌ ... حسِبْتُها ماءً فبانتْ سَرابْ

وقوله في اسم عثمان:

وظَبْيٍ صال في العشاقِ يسْطُو ... بألْحاظٍ أثارتْ نارَ حربِى

أصاب بعيْنه قلبي بسهمٍ ... هنالك بعدَها ودَّعتُ قلبِي

وقوله في اسم أحمد:

أفْدِيه فرداً مالَه من مُشْبِهِ ... يسْطو علىَّ بحُسْنِه وبعُجْيِهِ

داءُ السَّقامِ أضَرَّبي في حبِّه ... هل من مُجرَّدِ رأفَةٍ من قلبِهِ

وقوله في اسم عمر:

زار الحبيبُ وكان شَطَّ ... على النوَى منه المَزارْ

كَرْبٌ مَحتْه يدُ الِّلقا ... كالليل أعْقبَه النهارْ

وقوله في اسم عليّ:

لا تلُمْنِي إن هِمْتُ وَجْداً بمن ... فاق الورَى في جمالِه والكمالِ

جاء فَرْداً في كلِّ وَصْفٍ بديعٍ ... وترقَّى ففاق أَوْجَ المعالِي

وقوله في اسم حسن:

طال اشْتياقي إلى ظَبْيٍ فُتِنتُ به ... وزاد في حبِّه وَجْدى وبَلْبالِي

حبٌّ بلا آخرٍ ضِمْنَ الفؤادِ رَقَى ... وراح ينْهَى عن الإفْراطِ عُذَّالِي

وله أحجية في شراريف:

يا واحداً في فضَلِه يا من يُلا ... ذُ بظِّله عند اشْتباه الأجْوِبَهْ

بيِّنْ لنا أحجيةً قد أشكلتْ ... ما مثل قولي ابْتاع أرْضاً مُخْصِبَهْ

وله في بانياس:

يا مَن عُلُوُّ الورى لديْهِ ... في درجاتِ العلى هُبوطُ

أبِنْ جوابي فَدَتْك نفْسِي ... ما مثلُ قولي بدَا قُنوطُ

وله في برغال:

أيا مَن عَلَا فوق أوْجِ العُلى ... وفاق الأنامَ بفضلٍ مُبينْ

أبِنْ لي جوابي فأنت الإِما ... مُ ما مثلُ قولي طعامٌ ثمينْ

محمد بن علي بن محمود الحشريّ

شاعر ملء فيه، ومبرز في الفن لا يباري فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>