للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمَّهم يا ابنَ عمِّ مِن ألَمِ الحبِّ ... عمومٌ من الهوى وشُمولُ

كل شخصٍ منهم بدا قلتُ هذا ... مُستمالٌ في الحب بل يَسْتميلُ

كل مَن مات في الهوى أكْسبوه ... شُهرةً ليس يعتريها خُمولُ

مَن رآهم في النوم أو يَقْظَةٍ ها ... مَ وأضْحى ودمعُه مَهمولُ

جنَّةٌ قد تجمَّعت في هَواها ... شهواتُ النفوس والمأمولُ

كم بتلك المَحاملِ اسْتأْسرُوا قلْ ... باً غدا وهْو في الحِمال حَمِيلُ

حَملوه وحمَّلوه البَلايا ... في الهوى فهْو حاملٌ محمولُ

بُعدوا بالحمُول عنَّا فلم تُبْ ... قِ احْتمالاً للقُرْب تلك الحُمولُ

وقوله، وهو من أجود شعره:

رأيتُ غريبَ الحسن قد حُفَّ بالقَنا ... فلاحتْ أماراتُ السعادةِ والشُّومِ

وكلَّمني غِيدُ الحِمى وحُماتُه ... بقْسمين مظنونٍ لدينا ومعلومِ

فيا قوم رفْقاً بالفتى وهو ضيفكُم ... وما ضيفُ أمثالِ الكرام بمحرومِ

ويا ابْنةَ عمِّ الحُورِ وابنةِ عمَّةِ الْ ... بدورِ أختَ النورِ بنتَ أخي الرِّيمِ

كلامُك كَلْمٌ للفؤادِ ولذةٌ ... فرفقاً بصبٍّ من كلامِكِ مكْلومِ

هذه الأبيات تستحق أن تكتب بالنور، على صحائف وجنات الحور.

لولا لفظة الشوم في ضربها، فكان الأحرى أن تعزل من دربها.

وله:

وغانيةٍ شكلِ العروس بوجهها ... يقيم عليه لَحْظُها كلَّ برهانِ

يبيِّن خَدَّاها لنا بإشارةٍ ... إلى رابعِ الأشْكال أوضحَ تِبيانِ

بسالِفِها معْ حاجِبَيْها بدتْ لنا ... براهينُ أشكال تُشير إلى الثانِي

وحاجبُها للحسنِ شكلٌ مُتمِّمٌ ... فياليْته مَقْرونُ حُسْنٍ بإحْسانِ

وأنشدني لنفسه، السيد محمد بن حيدر المكي، في مثل هذا التوجيه:

تبدَّى نقِيُّ الخدِّ يزْهو بحُمرةٍ ... مُقارنةٍ فيه البياضَ بإتْقانِ

فقلتُ انْبساطاً إذ غدا القبْضُ خارجاً ... فلذلك من أشْكالنا كلُّ لَحيانِي

وأكثر ما يتداول فيه هذه الأبيات:

تعلَّمتُ خطَّ الرملِ لما هجرتمُ ... لعلِّي أرى فيه دليلاً على الوصلِ

فأعجبني فيه بياضٌ وحمرةٌ ... رأيتُهما في وَجْنةٍ سلبتْ عقلِي

وقالوا طريقٌ قلت يا ربِّ للِّقا ... وقالا اجتماعٌ قلت ياربِّ للشَّملِ

وقد صرتُ فيكم مثلَ مجنون عامرٍ ... فلا تعجبوا أنِّي أخطُّ على الرملِ

ومن جيد شعره قوله:

فضلُ الفتى بالبذْلِ والإحسانِ ... والجُود خيرُ الوصفِ للإنسانِ

أوَليس إبراهيمُ لما أصبحتْ ... أموالُه وَقْفاً على الضِّيفانِ

حتى إذا أفْنى اللُّهَى أخَذ ابْنَه ... فسخاً به للذَّبْح والقُربانِ

ثم ابْتغى النُّمرود إحْراقاً له ... فسخاً بمُهْجته على النِّيرانِ

بالمالِ جاد وبابْنِه وبنفسِه ... وبقلبه للواحد الدَّيَّانِ

أضْحى خليلَ الله جلَّ جلالُه ... ناهِيك فضلاً خُلَّةُ الرحمنِ

صحَّ الحديثُ به فيالَكِ رُتبة ... تعلو بأَخْمَصِها على التِّيجانِ

أصل هذا حديث قدسي، رواه أبو الحسن المسعودي في أخبار الزمان.

قال: إن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: " إنك لما سلَّمت مالك لضيفان، وولدك للقربان، ونفسك للنيران، وقلبك للرحمن اتخذناك خليلا ".

وقوله:

قد كنتُ أستْنِشق من مَطْلكمْ ... عَرْفَ شَذَا خيْبَةِ آمالِي

فالآن قد بان بتصْريحكمْ ... أنِّى لنِيرانِ الجفا صالِي

إنِّي رأيت اليأسَ عِزّاً وفي ... كلِّ رجاءٍ نوعُ إذلالِ

رَجاؤكمْ غُلٌّ وها أنتمُ ... أطلقتمُ عنِّيَ أغْلالِي

والمالُ ظلٌّ هائلٌ زائلٌ ... لا دَرَّ دَرُّ الجامعِ المالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>