للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّشْفُ أنْقع: مثلٌ، أي أن الشَّراب الذي يُرْتَشَف قليلا قليلا أقْطَعُ للعَطَش وأنْجع، وإن كان فيه بُطْءٌ.

وقولي:

مِن صَفْوةِ الخَلْقِِ مَلِيحٌ وَجْهُه ... جامِعُ حُسْنٍ مُتْقَنُ الصِّناعَهْ

قد خُطَّ مِحْرابان في قِبْلَتِهِ ... لمَّا اقْتضَتْه كثرةُ الجماعَهْ

وقولي:

في الرَّوضِ جَرَى زُلالُ ماءٍ ... عن أحْسَنِ مَنْظَرٍ يَشِفُّ

أحْداقُ لُجَينِهِ عليها ... أهْدابُ زَبَرْجَدٍ تَرِفُّ

وقولي:

مَن كان مَذْكوراً بعِشْقِ الظِّبا ... بلا خلافٍ للنُّهَى حَالَفَا

ومن يكُنْ خالَف في أمْرِه ... فَغَيْرُ مذكورٍ وإن خَاَلفَا

وقولي:

كم شِدَّةٍ حَملْتُ ثِقْلَ خُطوبها ... ليستْ لِمَحْمِلِها الجبالُ تُطِيقُ

ما كنتُ أضْبِطُ للزَّمان نَوائِباً ... أيَعُدُّ أمْواجَ البحارِ غريقُ

وقولي:

وإذا قصدتُ حِماكَ يدْعونِي إلى ... سَاحاتِ نائِلِه النعيمُ المُخْضَلُ

أمْشي بقلْبِي لا برِجْلِي إنَّما ... تمشِي بحيثُ هَوَى القلوبِ الأرْجُلُ

وقولي في تهْنئةٍ بدارٍ لماجد:

مَولايَ يَهْنِيك ما أثَّرْت من أثَرٍ ... أعْطاك ربُّك فيه غايةَ الأمَلِ

بَنَيْتَ دُنْياك في دارٍ جمعتَ بها ... كلَّ الخلائِق من عَلْياكَ في رَجُلِ

وقولي:

وكم ليَ من رَوضِ فَضْلٍ لقدْ ... تَفيَّأتُ فيه ظِلالَ الكَرَمْ

تَعرَّفتُه بِثَناءِ النَّدَى ... وعَرِّفْتُه بنسيمِ النِّعَمْ

نسيم النِّعَم: هو الشكرُ. وهو من مُبْتدَعات البُحْتُريّ، وكان الصاحبُ يسْتحسِنُه.

وقولي:

غَنِيتُ وقد شاهدتُ أحسنَ مَنْظَرٍ ... من الرَّوضِ عمَّا يصْطفِيه جِنانُ

فأزْهَارُه وَشْيٌ وسَلْسَلُ مائِه ... سُلافُ كُؤوسٍ والطيورُ قِيانُ

وقولي:

ثقِيلُ رُوحٍ أنْكَرُوا وَطْأَهُ ... نَرْجِسَ رَوضٍ حُفَّ بالسَّوْسَنِ

فقلتُ غُضُّوا الطَّرْفَ عن وَضْعِهِ ... فإنَّه يَمْشِي على الأعْيُنِ

وقولي:

شِعْرِي إذا أبْدَيْتُه لعِصابةٍ ... تَلْقاهُم لنَشِيدِه لا يُحْسِنُوا

كالعِطْرِ تجلِبُه لأنْطاكِيَّةٍ ... فَتَراهُ يفسُد رِيحُه بل يُنْتِنُ

ذكر هذا الثَّعالِبيُّ، في الباب السادس والأربعين، من ثمرات القلوب، عند ذكر نِعْمة المدينة، ونَصُّ عبارته نَقْلاً عن الجاحظ: " ورأيتُ بلدةً يسْتحيل فيها العِطْر ويفْسُد، وتفسُد رائحتُه، كقَصَبة الأهْواز وأنْطاكِيَة ".

وقولي:

أنْعِمْ صَباحاً في ظِلالِ رَوضةٍ ... تدعُو إلى النَّشْوةِ حُسْناً وبَهَا

لمَّا غَفَا فيها النَّباتُ سُحْرَةً ... دَغْدَغَهُ نَسِيمُها فانْتَبَها

وقولي:

أهْوَى تَباعُدَه والفكرُ يُدْنِيهِ ... ضِدَّانِ ما جُمِعا إلاَّ لِتَمْويهِ

فما تُقرِّبُه منِّي مَحاسِنُه ... ولا تُبَعِّدُه عنِّي مَساوِيهِ

وقولي:

نَفَرٌ في الدِّين مُذ عَبَثُوا ... بَعُدُوا عن خَيرِهِ الزَّاهِي

فهُمُ ما بين أظْهُرِنا ... فَضَضٌ مِن لَعْنةِ اللهِ

رُوِيَ عن عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها، أنها قالت لمروان: " أنتَ فَضَضٌ مِن لَعْنةِ الله ".

وقولي:

أرى جسمِي تَحُطُّ به البَلايَا ... وما شارَفْتُ مُعْتَركَ المَنايَا

فإنْ أبْقانِيَ المَولَى فأرجُو ... بَقَايا منه في عُمْرِي نَقايَا

مُعْترَكُ المَنايا: هو ما بين السِّتِّين إلى السَّبعين، مِن سِنِي أعْمارِ الناس، لأن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: " أكْثَرُ أعْمَارِ أمتي ما بين السِّتِّينَ إلى السَّبْعِينَ ".

ومن مفرداتي:

ما كلُّ دارٍ آنسَتْ دارُ الحِمَى ... أو كلُّ بيضاءِ الطُّلى أسْماءُ

وقولي:

ولي ألْفُ وَجْهٍ في مُخالَطةِ الورَى ... ولكنْ بلا قلبٍ إلى أين أذْهَبُ

وقولي:

<<  <  ج: ص:  >  >>