وشَادِنٍ قَيْدُ العقولِ وَجْهُهُ ... وصُدْغُه سِلْسلةُ الآراءِ
شَامَتُه حَبَّةُ قلبٍ مذ بَدَتْ ... جَنَتْ بها الأحشاء بالسَّوْداءِ
وقولي:
لا بِدْعَ أن شاعَ في البَرايَا ... تهتُّكِي في الرَّشَا الرَّبيبِ
عِشْقِي عجيبٌ فكيف يخْفَى ... وحُسْنُه أعْجَبُ العجيبِ
وقولي:
بِي مَن إن عايَنَتْهُ مُقْلَتِي ... يَنْمَحِي جسمي ويفْنَى طَرَبَا
أيُّ شيءٍ رَاعَهُ حتى انْثَنى ... هارباً منِّي ووَلَّى مُغْضَبَا
وقولي مُعمِّياً باسم أحمد:
وَارَحْتما لِمُعذَّبٍ قَلِقِ الحشَا ... بهُمومِه قد بان عنه شبابُهُ
دَمُ قلبِه ما سَاقطتْهُ جفونُه ... يومَ النَّوَى لمَّا نأتْ أحبابُهُ
وقولي:
وليس سقوطُ الثُّريَّا إلى ... نِداءِ المَوالِي من المُنْكَراتِ
فإن الشمُوسَ إذا أسْفَرتْ ... فلا حَظَّ للأنْجُمِ النَّيِّراتِ
وقولي من الرُّباعَيّ:
قد قلتُ لِسِحْرِ طَرْفهِ إذْ نَفَثَا ... من شاهدٍ إذا في أهلِه مَا لَبِثَا
إذ يكْسِر جَفْنَيْه لكي يَعْبَثَ بي ... سُبْحانَك ما خلقْتَ هذا عَبَثَا
وقولي:
للهِ صَبٌّ مدْحُ مَعْشوقِهِ ... دَِيْدنُه مُتَّبِعٌ نَهْجَهْ
يفْرح إن وَافاهُ في مَحْفَلٍ ... كَمُذْنِبٍ قامتْ له حُجَّهْ
وقولي في دَعوة ماجد:
بَيْتِي وكلِّي مِلْكُ مَن يَدُه ... فوق الأيادي دَأْبُها المِنَحُ
فإذا انْتدَبْتُ لأمرِ دَعْوَتِهِ ... قالوا طُفَيْلِيٌّ ويقْتَرِحُ
وقولي:
قد جئتُ دارَك زائراً بَهِجاً ... يا مَن به قد أشْرق النادِي
رِجْلِي إليك مَطِيَّتِي ولها ... قلبِي دليلٌ والثَّنا حَادِي
وقولي:
للرَّوضِ رُواً طَلْقُ المُحَيَّا نَضِرُ ... لو تَمَّ بكم كما رَجوْنَا وَطَرُ
فالوردُ إلى الطريقِ أصْغَى أُذُناً ... والنَّرْجِسُ عَيْنُه غَدَتْ تنْتظِرُ
وقولي:
مضى الأُلَى برائِقِ اِلشِّعْرِ وما ... أبْقَوا لنا في كأْسِنَا إلاَّ العَكِرْ
تمتَّعُوا بحَشْوِ لَوْزِينَجِهمْ ... وقد حُرِمْنَا نحن مِن حَشْوِ الأُكَرْ
وقولي:
وظَبْيٍ أُفكِّر في تِيهِهِ ... فلا يحْظُر الوصلُ في خاطِرِي
حَبانِي مُجَرَّدَ وَعْدٍ له ... كَلَيْلِي عليه بلا آخِرِ
وقولي:
إذا النسيمُ جَرَّرَ ذَيْلَه علَى ... ساحةِ رَوضٍ فُتِّحتْ أزْهارُهُ
فنَشْرهُ مِن الثَّناءِ نَفْحةٌ ... يُثْنِى على المُزْنِ بها نُوَّارُهُ
وقولي:
جاء الربيعُ الطَّلْقُ فانْهَضْ مُحْرِزاً ... صَفْوَ نَعِيمٍ حَقُّه أن يُحْرَزَا
وانْظُرْ بِساطاً من نَسِيجِ نَبْتِهِ ... مُنَبَّتَاً بوَشْيهِ مُطَرَّزَا
وقولي:
إن يكنْ قَطَّر من رِيِقِه ... ماءَ َوْردٍ لحياةِ الأنْفُسِ
فلقد أبْدَى لنا من وَجْهِهِ ... عَرَقُ الْفِتْنةِ عِطْرَ النَّفَسِ
عطرُ الفتنة: من العِطْرِيَّات المَجْلوبات من الهند.
وقولي:
وشادِنٍ أزْهَى من الطَّاوُوس ... في عِشْقِه مَنِيَّةُ النُّفُوسِ
أبْدَى لنا مِن الثَّنايا فَمُه ... سِيناً عسى تكون للتَّنْفيسِ
وقولي:
ألا لا تَخْشَ من صَفْعٍ ... ولا يأخُذْكَ إيحاشُ
تَنَلْ شَاشاً بِعشْرتِنا ... فشَاشٌ قَلْبُه شَاشُ
وقولي:
كم حِيلةٍ أعْمَلْتُها فلم تُفِدْ ... لكنْ دَعَتْنِي للهُدُوِّ والرِّضَا
إذا مَطايا العَزْمِ أَخْلَتْ بُرْهةً ... سَلِّمْ زِمامَها إلى يَدِ الْقَضَا
وقولي:
كانت بِقَلْبِي غُلَّةٌ ... حَرَّاءُ للرَّشاء المُمَنَّعْ
حتى دَنَوتُ لثَغْرِه ... فرَشفْتُه والرَّشْفُ أنْقَعْ