للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَن يطلُبِ الخَلاصَ نالَه الأسَى ... وفي خُطوبِ الناسِ للناسِ أُسَى

حُبُّ الثَّنا طبيعةُ الإنسانِ ... والشكرُ مَوْقوفٌ على الإحسانِ

الجُودُ بالمَوجُودِ عُنْوانُ الشَّرفْ ... ومَن أضافَ لم يُبالِ بالسَّرَفْ

من يتلقَّى الجُودَ بالجُحودِ ... عَرَّض نُعْماهُ إلى الشُّرودِ

لِلْوِدِّ عَقْدُ ذِمَّةٍ لا تُهْمَلُ ... وللرَّجاء حُرْمَةٌ لا تُجْهَلُ

سَالِفُ ما كان من الحُرُماتِ ... يسْتوجِبُ العَفْوَ عن الزَّلاَّت

بالفَحْصِ عن خَواطِر الأحِبَّهْ ... يُنْسَجُ بُرْدُ الوُدِّ والمَحَبَّهْ

إنَّ الرَّقيب يمنعُ التَّراضِي ... كالخَصْمِ قد يرضَى ويأْبَى القاضِي

حتى متى أصْبُو ورأسِي شُمْطُ ... أحسَبُ أن الموتَ باسْمِي يغْلَطُ

ليس على فَقْدِ الحياةِ من نَدَمْ ... قد اسْتَوى الوُجودُ فيها والعَدَمْ

كلُّ نَعِيم فإلى فَناءِ ... وكلُّ عَيْشٍ فإلى انْقِضَاءِ

عليك يا هذا الفتى بالتَّوْبَةِ ... فانْجُ بها قبلَ انْتهاءِ النَّوْبَةِ

ومن نَفَثاتِي قَوْلِي:

للقلب ما شاء الغَرامْ ... والجسم حِصَّتُه السَّقامْ

وإذا اخْتبرْتَ وَجَدْتَ مِحْ ... نةَ مَن يُحِبُّ هِيَ الحِمامْ

عجَباً لقلبي لا يَمَلُّ ... جَوًى ويُؤْلِمه المَلامْ

وأبِيك هذِي شِيمتِي ... من مُنذ أدْركنِي الفِطامْ

إنِّي أغار على الهوَى ... من أن تُؤمِّلَه الأنامْ

وأرُومُ من حَدَقِ الظِّبا ... نَظَراً به حَتْفِي يُرامْ

أفْدِي الذي منه يَغا ... رُ إذا بَدَا البدرُ التَّمامْ

فَعَلتْ بنا أحْداقُه ... ما ليس تفعلُه المُدامْ

إن شَطَّ عنك خيالُه ... فعلى حُشاشتِك السلامْ

أأُخَيَّ مَن يَكُ عاشقاً ... فعلى مَ يجْفُوه المَرامْ

إنِّي بُليتُ بمَحْنةٍ ... هانتْ بها النُّوَبُ العِظامْ

حتى لقد عَمِيَتْ عليَّ ... مَسالِكي ودَجَا الْقَتامْ

صاحبْتُ ذُلِّي بعد أنْ ... قد كان تفخرُ بي الكِرامْ

والمرءُ يصعُب جُهْدُه ... ويُلِين صَعْدَتَه الصِّرامْ

لا تتْهمنَّ تَذلُّلي ... فالتِّبْرُ مَعْدِنُه الرَّغامْ

وإذا جَفانِي مَن هَوِي ... تُ صبَرتُ حتى لا أُضامْ

فعُبوسُ أرْديةِ الْحيَا ... عُقْباه للرَّوضِ ابْتسامْ

ولئِنْ وَهَتْ لي عَزْمَةٌ ... فلربَّما صَدَِي الحُسامْ

فعسَى الذي أبْلَى يُعِي ... نُ وينقضِي هذا الخِصَامْ

وقولي:

بأبِي وإن كان الأبِيَّ صَمَيْدَحَا ... خُلِقتْ يَداهُ للشجاعةِ والنَّدَى

ملَكٌ كريمٌ كالنسيمِ لَطافةً ... فإذا دَجَا خَطْبٌ قَسَا وتمرَّدّا

راجعْتُه في أزْمةٍ فكأنما ... جَرَّدْتُ منه على الزَّمانِ مُهَنَّدَا

كالبحرِ يُنْعِم بالجواهرِ ساكناً ... كَرَما ًويأْتِي بالعجائب مُزْبِدَا

والْهَامُ تسجُد خَشْيةً من سيفِه ... لمَّا أبَتْ أرْبابُها أن تسجُدَا

لا تعجبوا إن لم يَسِلْ منهم دَمٌ ... فالخوفُ قد أفنَى النفوسَ وجَمَّدَا

وقولي:

مُذْ قَعْقَعتْ عُمُدٌ لِلْحَيِّ وانْتَجَعَتْ ... كِرامُ قُطَّانِه لم ألْقَ مِن سَنَدِ

مضى الأُلَى كنتُ أخْشَى أن يُلِمَّ بهم ... رَيْبُ الزمانِ فلا أخْشَى على أَحَدِ

فأفْرَخ الرَّوعُ أن شَالَتْ نَعامتُهم ... وأفْسَد الدهرُ منهم بَيْضةَ البَلَدَ

ومن المُقَطَّعات قولي:

<<  <  ج: ص:  >  >>