للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشهدتُ المُدامَ في الكونِ طُرّاً ... من لَماهُ والسكرَ في لَمَعانِهْ

وضروبَ الجمالِ قد جُمِّعتْ في ... هِ وفي شكلهِ وفي ألْوانِهْ

قَدُّه كالقضيبِ من فوق رِدْفٍ ... ذِي اهْتزازٍ يمِيسُ في أعكانِهْ

تحت وجهٍ كالروضِ أوْدَع فيه ... كلَّ معنىً يرُوق في إبَّانِهْ

خدُّه كالشَّقِيقِ في اللونِ والصِّبْ ... غُ كآسِ الرِّياضِ في عُنْفُوانِهْ

تحته جِيدُه الذي حَلَّ فيه ... خاله مُخْتَفٍ لجُلِّ مكانِهْ

فافْتَتَنَّا بقامةٍ وبجِيدٍ ... وسبَانا زُمُرُّدِي هِمْيانِهْ

طَرَّ عقلي بُطرَّةٍ شكْل سِينٍ ... بيديْه قد طرَّها وبَنانِهْ

وقوله:

وكأنما المصباحُ وَسْطَ حديقةٍ ... مَحْفوفةٍ بالورد والنَّسْرِينِ

بدرٌ بدا تحت السحابِ أحاطَهُ ... قُزَحٌ بقوْسٍ مُحْكَمِ التَّنْوينِ

أو غادةٌ قد أُلْبِست لبهائِها ... حُلَلَ الجمال بديعةَ التَّلْوينِ

أو شادِنٌ قد خُطّ تحت جبِينهِ ... بالطُّرَّةِ الدَّعْجاء شَكْلُ السِّينِ

وقوله:

باكِر صَبُوحَك مِن فيه مُشَعْشَعةً ... تُضِيء إن رُشِفتْ منه كمِصباحِ

بيْضاءَ مثلُ نهارِ الوصلِ رُؤْيتُها ... وحالةَ الوصْلِ تُكْسَى لونَ تُفَّاحِ

لأن مَنْبِتَ دُرِّ الثَّغْرِ حَانتُها ... ودَنَّها مِن عقيقِ اللونِ وَضَّاحِ

وعاذلٍ قال ما في الرَّاحِ مَعْتَبةٌ ... فاسْتغْن عنها بكاساتٍ وأقْداحِ

فقلت يا جاهلاً في الحبِّ معرفتي ... إليك عنِّي فلا أُصْغِي إلى اللاَّحِي

لا أشربُ الرَّاحَ إلا من مُقُبَلِ مَن ... تقْبيلُ مَبْسمِه أشْهى من الرَّاحِ

وله في العذار:

ما كنتُ أحسَب قبْل نَبْت عِذارِه ... أن العِذارَ لِحُسْنه تأكيدُ

حتى بدَا في خدِّه مُتجعِّداً ... كفِتَيتِ مِسْكٍ لا يلينُ جديدُ

فكأنَّ مُحَمرَّ الخدودِ شقائقٌ ... عن لَثْمِ أفْواهِ الأنامِ تَحيدُ

وكأنَّ مُعوَجَّ العِذار بصُدغِه ... شَرَكٌ لحَبَّاتِ القلوبِ يصيدُ

وله، في البيت الأخير استخدام:

وعاذلٍ قال عَقْربٌ لدَغتْ ... أحْمَدَ نَوْعِ الجمالِ سَيِّدَهُ

قلتُ عجيبٌ لها ما رهِبتْ ... عقربَ صُدْغٍ رأت مُمدَّدَهُ

قالوا رأتْه وأنت تخبره ... ذاك لِلَسْعِ القلوب أرْصَدَهُ

فقلتُ إذْ بَانَ عقربٌ بكمُ ... لما أتتْه رأَتْ تأوُّدَهُ

خافَتْ على قلبها يمزِّقُه ... فزَحْزحَتْه وقبَّلتْ يَدَهُ

وكتبت إليه أستأذنه في التنزه أياماً بقصره، الذي أحاطت به السراء إحاطة النطاق بخصره: سيدي وسندي، أنقذ الله على يديك الخواطر من همومها، وجلى عنها بحسن توجهك غياهب غمومها.

الزمن وما أدراك، لم يبق فيه إدراك.

من نكبات لولا طيش وصالها لاتصلت اتصال الشؤبوب، وصدمات لولا تكسر نصالها لكانت كالرمح أنبوباً على أنبوب.

ولكن ثم نفوسٌ من الفكر طائشة، لا تحسبها إلا من ناهل الحمام عائشة.

فهي تستدعي بعض مألوفاها عن روية، طامعةً في حسوة من الأماني إما قذية أو روية.

وذلك لدفع صائل، لا لتوقع طائل.

وإلا فكلنا يعرف زمانه، ويعلم أن النهوض فيه زمانة.

وقد طلبنا فلم نجد غير قصرك البهي من النوازل مفراً، ولا مثل ساحته للأمن من الغوائل مقراً.

إذ هو القصرالذي أقرت له القصور بالقصور، ولبست منه الشعرى العبور ثوب الغيور.

فعسى ما عز على العيان من لقياك، نستنشق فيه من مواطئك عرف رياك.

فإن أذنت فمثلك منزه عن التغاضي، ومثلنا موله بالتقاضي.

ولك الفضل الذي إذا كشر الدهر عن نابه، تكشف الحوادث عنا به.

والثناء على سجيتك ثناء الروض المونق، على الغدير المغدق.

والسلام على خلقك العاطر، سلام النسيم على الغصن الناضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>