هذا سهامُك في الحشا ... حَمْرا شَواكلُها ومَرْدَا
إن شئْتها أبدَيْتها ... من مُقلتي دمعاً وسُهدَا
نعَم اهْتزازُ قَوامِك ال ... مَعْسولِ لار يختار رَدَّا
فاعْمِلْه في حركاتِه ... إن رمتَ أن لا تُبْقِ فردَا
أمُعذِّبي بئس الهوى ... إن لم يكن قرباً وبُعدَا
فامنَحْ فؤاديَ نظرةً ... إن شئت للتعَّذيب مَدَّا
نِعْم الشهادةُ مُنجِداً ... لو سوَّغتْ للوصلِ شُهدَا
لو أن فْعلك للزما ... نِ ردَدْتَه كَلأًً ووَرْدَا
فلَكمْ أتى بمبرِّحٍ ... منه اصْطبارِي كان سَدَّا
ولَكم أبان مَخالباً ... خَلَّيْنَ للأهدابِ نِدَّا
يا جاعلاً أحْداقَنا ... قُرطاً ومِنطَقة وغمدَا
شخَصت لناظرِك المُكحَّ ... لِ أنفُسٌ صيداً وأُسْدَا
في موقفٍ يدَعُ النفو ... سَ ذوائباً والدمعَ جَمْدَا
ويقسِّم الأكْباد حسْب الْ ... وَصفِ سَوْسانا ووردَا
فكأنَّ سيفَ حسين يُو ... ضِح للورى حَدّاً وحدَّا
ويُرى لكلِّ مُنابذٍ ... إفْرِنْدَه بالرَّقْم حَدَّا
فكأنما إدريسُ أوْ ... دعَ فيه ما أخْفى وأبْدى
بطلٌ يُشير لمْثِله ... نَفْعا وللمُجْدين رِفْدَا
السابقُ الشُّمَّ الأُنُو ... فَ أباً وأبْناءً وجَدَّا
حامِي قِبابِ المجد ما ... بذلُوا لها شرفاً ومجدَا
أمظلِّلَ الأبْطالِ عِقْ ... باناً وكاسِى الفقر وُجْدَا
أيْسَرْتَ غُرَّةَ غَزَّةٍ ... ومنحْتَها للفخْرِ عِقْدَا
حتَّى سبَتْ بِنظامِها ... عجَما وأتْراكا وهندَا
تِيهاً أغَزَّةُ إنما ... أرْباك عِزٌّ ليس يَصْدَا
وله من أخرى، أولها:
مِن دياجِي البعد هل للقربِ وَمْضُ ... أم بمِضْمارِ التهاني ثَمَّ رَكْضُ
لا أُمَنِّي النفس ما لي والمُنى ... عاقَني من أدْهم الأيام رَكْضُ
كان تَسْالي مُخِلاَّ بالعَطا ... يومَ لا نَأْيٌ دنا والعيشُ غَضُّ
يومَ كان الشَّرْبُ سَمْعا وأنا ... بُلْبُلٌ ثمّ سَما والكلُّ أرضُ
صاحِ عاطِيني ولا تسألْ لما ... جَفنُ كأسِي وجفوني لا تُغَضُّ
إن تقلْ جُرحُ زماني كاتمٌ ... منهمُ في القلب جُرْحٌ لا يَمَضُّ
عَلِق القلبُ بلَحْظٍ إن رنا ... قاتلٌ أو كَفَّ ظنَّ الكفَّ غَمْضُ
مَن مُجِيري من هوى مَن لُبْثُه ... في عَرِين القلب زَفْراتٌ ورَبْضُ
كنت لا أعرفُ تمْزيق الكرَى ... فأراني كيف عَضْبَ الجَفْن ينْضُو
ورأى طُيْغان قلبي فرَنا ... ليُريه شُهُب الطاغِي تقُضُّ
فتناسيْتُ بلَمْعٍ بَرْقِه ... مذ بدا لي منه بَسْطٌ ثم قَبْضُ
قال لي والصَّحْو ما خامرَه ... واستملَّى قَدّه طولٌ وعرضُ
هل تخمَّرتُ بنُور طُرَّتي ... أم جفون الشَّعر دَانَاهُنَّ غَمْضُ
قلتُ شَبْي من سعيرٍ مُهْجتي ... أبْرزَتْه زفراتُ القلب ومْضُ
أو سِنانٌ طاعنٌ قلبَ الصَّفَا ... أو شهابٌ إذ لحَتْمِ العيشِ فَضُّ
ودموعي ماءُ قلبي نارُه ... أخرجتْها من قُرُوحِ الجَفْنِ بَضُّ
قال لي والغصنُ يثْنيه الهوى ... قد أتى من سائل الأجْفان عَرْضُ
فارْجِعِ الدمعَ لتطْفى نارَه ... حيث لي في منزل الأشواقِ عَرْضُ
حِلْيةُ العاشق قربٌ وقِلَى ... أيُّ وجدٍ لفؤادٍ لا يُرَضُّ