قلت قوله: " وما لعرق ظالم حق "، هذا بعض حديث رواه الترمذي، وحسَّنه، في باب إحياء الموات: " من أحيى أرضاً ميتةً فهي له، وليس لعرق ظالمٍ حقٌ ".
روى بالإضافة والتنوين.
والعرق: البناء، والأشجار، والبئر، والنهر. انتهى.
وكتب إلى ولده البهاء، هذا اللغز، وهو أغرب الألغاز وأصعبها: أيها الولد المؤيد بالإعزاز، الموفق في حل المعميات والألغاز.
أخبرني عن اسم آخر أوله آخر الحروف، وآخر ثانيه بهذا الاسم معروف.
قلباً آخريه يتوافقان، وقلباً أوليه متعانقان.
لولا ثالثه لصار الاسم حرفا، ولولا ثانيه لصار الفعل ظرفاً.
ولولا رأسه لصارت الرجل من النَّجاسات، ولولا رابعه لما يتحقق رابع القياسات.
بعضه قاتل، وبعضه الآخر نصف قاتل.
طرفا أوله فعل أمر بحرفين، وطرفا ثانيه ما نهيت عن قوله للأبوين.
وإن نقص ربعه من ربعه بقي ربعه، وإن زيد ربعه على ربعه حصل ربعه.
صدره علامة قلب العاشق، وثانيه علامة الرقيب المنافق.
ولولا ربعه لم تتميز القبلية عن القابلية، ولم تفترق المعاني عن علة الفاعلية.
بعضه يمين، والبعض في اليسار كمين.
وبطرف آخره يبدئ المقام، وبطرفه الآخر ينتهي الكلام.
فأجابه: يا سيدي وأبي وأستاذي، ومن إليه في العلوم استنادي.
هذا اسم رباعي الأعضا، ثلاثي الأجزا.
اثنا عشري الأصول، عديم الحرف المفصول.
من الأسماء معدود، وإلى الأفعال مردود.
لولا ثلث أوله لصار السخيف بالكرم موصوفا، ولكان كل فقير بسواد الوجه معروفا.
ولولا رابعه لاتحدت الماهية بالوجود، ولم يتميز الحاسد عن المحسود.
ولو عدم ثانيه لم يكن جمع الثمر ثمارا، ولصارت قرية بالري حمارا.
ولو عدم ربعه لم يكن القلب في الجسد، وتبدَّلت السكينة بالغل والحسد.
ولصارت الهرة بعض الأزهار، ولم تتميز الحنطة عن بعض الثمار.
أوله بالعراق وآخره بالشام، وبثلثا ربعه يتم الإيمان والإسلام.
وبثلث ثالثه يبتدئ السؤال، وبثاني ثانيه ينتهي القيل والقال.
وقد شرح السيد محمد المعروف بكبريت ألفاظ السؤال والجواب، وتكفل بهما فأصاب شاكلة الصواب.
قال في شرح ألفاظ السؤال: هي في اسم قاسم.
قوله: آخر أوله، أول الاسم قاف، وآخره بالنظر إلى بسطه مسمى الفاء، وهو آخر حروف الحلق، كما ترى، وآخر ثانيه وهو الألف كذلك الفاء، وهو موصوف بهذا الوصف، أنه هو هو.
قوله: قلبا آخريه، وهما السين والميم، يتوافقان لأن حقيقتهما الياء، وقلبا أوليه وهما الألف واللام من قاف، ولا حرفان متعانقان، لولا ثالثه " وهي مسمى السين لصار الاسم حرف عطف وهي أم، أي بعد حذف السين من الاسم.
ولولا ثانيه، وهو الألف لصارت الرجل القدم من النجاسات.
ولولا ربعه وهو الميم، لم يتحقق القياس التمثيلي، وهو رابع القياسات.
بعضه قاتل، وهو سمّ، وبعضه، وهو: قا نصف قاتل.
طرفا أوله، وهما القاف والفاء أمر بحرفين، وطرفا ثانيه الذي هو ألف أف.
قوله: وإن نقص ربعه، الذي هو السين من ربعه، الذي هو القاف، بقي ربعه، وهو الميم، لأن الباقي بعد طرح ستين من مائة وأربعون.
وإن زيد ربعه عكس القضية.
قوله: " صدره علامة قول العاشق "، أي ثاني حروفه، وهو الألف، والمراد منه جوهر لفظه، وهو فعلٌ من الألفة، ولم يزل قلب العاشق يألف قلب المعشوق، وكذا الرقيب المنافق.
قوله: لولا ربعه، الذي هو الألف، لم تتميز القبلية من القابلية "، لأن به الفرق في هذين اللفظين، ومثله الفعلية والمفعولية.
قوله: بعضه يمين، يعني الميم، لأنه يقال: م الله، في أيمن الله، أو المراد: ما عدا القاف، وهو اسم، وبعضه، وهو السين في لفظ اليسار كامن.
قوله: وبطرف آخره، الأول أو الآخر يبتدئ المقام، بل ويختم، وبطرف آخره كذلك ينتهي الكلام، لأن الميم نهاية لفظ الكلام.
وزهذا شرح ألفاظ الجواب: قوله: رباعي الأعضاء، أي حروف قاسم أربعة.
ثلاثي الأجزاء، أي جملته تنقسم ثلاثة، من غير عكس.
اثنا عشري الأصول، لأن كل حرف يشتمل على ثلاثة أحرف.
قوله: عديم الحرف المفصول؛ لأنه مركب من حرفين فحرفين.
وهو معدود من الأسماء، لأنه اسم وضع لمسمى بعينه، ومردود إلى الأفعال، باعتبار أنه مشتق من القسم.