للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهْيفِ القّدِّ لَدنِ العِطْفِ معتدلٍ ... بالطَّرْف والظَّرْف لا ينفكُّ قَتَّالَا

إن جال أهْدى لنا الآجالَ ناظِرُهُ ... أو صال قطَّع بالهِجْران أوْصالَا

وإن نظرتُ إلى مرآة وَجْنتِه ... حسبتُ إنسانَ عيني فوقها خَالَا

كأن عارِضَه بالمِسك عارَضنِي ... أو ليلَ طُرَّتِه في خَدِّه سالَا

أو طاف من نورِ خَدَّيْه على بصَرِى ... فخَطَّ بالليلِ فوق الصبح أشْكالَا

وكتب إلى والده وهو بالهراة، في سنة تسع وسبعين وتسعمائة:

يا ساكني أرضَ الهَراةِ أما كفَى ... هذا الفِراقُ بلَى وحقِّ المصطَفى

عودُوا عليَّ فرَبْعُ صبرِي قد عفَا ... والجَفْن من بعد التَّباعُد ماغفَا

وخيالكم في بالِي ... والقلبُ في بَلْبالِ

إن أقبلتْ من نحْوِكم ريحُ الصَّبا ... قلنا لها أهلاً وسهلاً مَرحبَا

وإليكمُ قْلب المتيَّم قد صَبا ... وفِراقكم للروح منه قد سبَا

والقلبُ ليس بخالِي ... من حبِّ ذات الخالِ

يا حَّبذَا رَبْعُ الحِمَى من مَرْبَعِ ... فغزالُه شَبَّ الغَضا في أضُلعِي

لم أنْسَه يوم الفراقِ مُودِّعي ... بمَدامعٍ تجرى وقلبٍ مُوجَع

والصبُّ ليس بِسالِ ... عن ثَغْرِه السَّلْسالِ

وله، وهي من غرره:

خِّلياني ولَوْعتي وغرامي ... يا خليليَّ واذْهبا بسَلامِ

قد دعاه الهوى فلبَّاه قلبي ... فدَعاني ولا تُطِيلا مَلامِي

إن مَن ذاقَ نَشْوَة الحبِّ يوماً ... لا يُبالي بكثْرة الُّلوَّامِ

خامَرتْ خمرةُ المحَّبة قلبي ... وجرَت في مفاصِلي وعظامِي

فعلى العلمِ والوقار صلاةٌ ... وعلى العقل ألفُ ألفِ سلامِ

هل سبيلٌ إلى وقوفي بوادي الْ ... جِزْعِ يا صاحبيَّ أو إلْمامِي

أيها السائرُ المُلِحُّ إذ ما ... جئتَ نَجْداً فعُجْ بوادي الخُزامِ

وتجاوَزْ عن ذِي المَجازِ وعرِّج ... عادِلاً عن يمين ذاك المَقامِ

وإذا ما بلغتَ حُزْوَى فبلِّغْ ... جِيرةَ الحَيِّ يا أُخَيَّ سلامِي

وانْشُدَنْ قلبيَ المُعَنَّى لديهمْ ... فلقد ضاع بين تلك الخيامِ

وإذا ما رَثَوْا لحالِي فسَلْهمْ ... أن يمُنُّوا ولو بطيْفِ مَنامِ

يا نُزولاً بذِي الأراكِ إلى كمْ ... تنْقضي في فِراقكمْ أعوامِي

ما سرَتْ نَسْمةٌ ولا ناح في الدَّوْ ... حِ حَمامٌ إلا وحان حِمامِي

أين أيامنا بشَرْقِّي نَجْدٍ ... يارعاها الإلهُ من أيامِ

حيثُ غُصْن الشبابِ غضٌّ ورَوضُ ال ... عَيشِ قد طرَّزتْه أيدِي الغَمامِ

وزَماني مُساعدٌ وأيادِي الْ ... لَهْوِ نحو المُنى تجرُّ زِمامِي

أيها المُرتقِى ذُرَا المجد فرداً ... والمُرجَّى للْفادحاتِ العِظامِ

يا حليفَ النَّدى الذي جُمِّعت في ... هِ مَزايا تفرَّقتْ في الأنامِ

نِلْتَ في ذِوْرِة الفَخارِ مَحَلاًّ ... عَسِرَ المُرتقَى عزيزَ المَرامِ

نسَبٌ طاهرٌ ومجدٌ أثِيلٌ ... وفَخارٌ عالٍ وفضلٌ سامِي

قد قَرَنَّا مَقالكم بمقالٍ ... وشفَعْنا كلامَكم بكَلامِ

ونظَمْنا لها مع الدُّرِّ في سِمْ ... طٍ وقُلنا العبيرُ مثلُ الرَّغامِ

لم أكُنْ مُقْدِماً على ذا ولكنْ ... كان طَوْعاً لأمْرِكم إقْدامِي

عَمْرَك اللهُ يا ندِيمَي أنْشِدْ ... جارَتا كيف تُحسنين مَلامِي

وله:

أسحرُ بابِلَ في جَفْنْيكِ أم سَقَمِى ... أم السيوفُ لقْتل العُرْب والعجمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>