للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهذِي أَماراتُ المسرَّة قد بَدَتْ ... أم الحزنُ قد أبْكاك من دونه دَماَ

ومنها على لسان العناب:

نعم فَرْحتي أنَّى مُجاورُ سيدٍ ... نمَى حسبَا في عصرِه وتكرُّماَ

وحضرتُه روضٌ من الجنَّة التي ... زَهَتْ بضجِيعٍ كان بالعلْم مُغرَمَا

أتعْجبُ بي إذا كنتُ في جنبِ روضةٍ ... وحقِّيَ فيها أن أُقيم وألْزَمَا

كعادةِ أشْجارِ الرياض فإِنها ... تمكَّن فيها الأصلُ والفرْعُ قد نَمَا

وقد قيل في الأمْثال إذ كنتَ سامعاً ... خذِ الجارَ قبل الدارِ إن كنتَ مُسلِماَ

أمَا سار من درا الفَناء إلى البَقا ... وأبْقى ثَناءً بالجميل مُعظَّماَ

ومَن كان بعد الموت يُذكَر بالعُلَى ... فبالذِّكْر يَحيَى ثانياً حيث يمّماَ

فقلتُ له يهْنيك طِيبُ جِوارِه ... وحَيَّاك وَسْمِىُّ الغَمامِ إذا هَمَى

لتُسْقِط أثماراً على جَنْبِ قبرِه ... ليلْقُطها مَن زارَه وترحَّمَا

فواعجَباً حتى النَّبات زهَتْ به ... فحُقَّ لنا عن فضلِه أن نُترجِمَا

وله، يمدح المولى البهائي:

كشف الدهرُ عن وُجوه الأمانِي ... ومَحا السَيّئاتِ بالإحسانِ

وأرانا شمسَ العدالةِ تبدو ... في بُروجِ الجمال والعِرْفانِ

وحَبانا من آل سعدٍ بمولَى ... لا يُدانيهِ سعدُ تفْتازانِي

دُرَّةٌ رُكِّبت بتاجِ المعالِي ... غُرَّة أشْرقتْ بوجهِ الزمانِ

عالمٌ وهو عالَم يتراءَى ... للْبَرايا في صُورةِ الإنْسانِ

وهُمام مُهذَّبٌ قد تحلَّى ... بعقُول الكهولِ في العُنْفُوانِ

أخْمَد الظلمَ منه عدلٌ مُنيرٌ ... وكذا النورُ مُخْمِد النِّيرانِ

خُذ يمنِي إنَّ البراعَة منه ... فعلتْ ما يكِلُّ عنه اليَمانِي

إن شَهْباءَنا به قد أنارتْ ... وعلَتْ رُتْبةً على كِيوانِ

وتوالَتْ على بَنيها المَسرَّا ... تُ فهم يسْحَبون ذيلَ التَّهانِي

منها:

أنت معنىً لك الفضائلُ كاللَّفْ ... ظِ ورُوحٌ والمجدُ كالجُثْمانِ

أنت في المَكْرُمات فَضْلٌ ولكنْ ... لابن عبد العزيز في العدل ثانِي

ومنها، يعتذر عن هدية أهداها:

وهُدِيتَ اليسيرَ فأنْعَم وقابِلْ ... نَزْرَه بالقَبولِ والامْتنانِ

فلو أنَّ العَيُّوقَ والشمسَ والبدْ ... رَ مع الفَرْقَديْن في إمْكانِي

كنتُ أهديْتها وقدَّمْتُ عُذْراً ... ورأيتُ القُصور معْ ذاك شَانِي

ومما يسكر العقول في الاعتذار عن الهدية قول الشاهيني، ومن قصيدة كتبها إلى أبي العباس المقري، وأرسل له معها خمسين قرشا:

لو كان لي أمرُ الشبابِ خلْعتُه ... بُرْداً على عِطْفَيْك ذا أرْدانِ

لكنْ تعذَّر بَعْثُ أوَّل غايتي ... فبعثْتُ نحوَك غايةَ الإِمْكانِ

وللسيد أحمد من اعتذارية عن هدية أيضاً:

إلى قصَّر الداعي وأهْدى بلا ... رَوِيَّةٍ مُحْتَقرا نَزْرَا

مِنْ عمَل الصِّين قطاعا أتتْ ... لا تستحقُّ الوصْفَ والذِّكْرَا

فاعْذُر فقد أهدَى إليك الثَّنَا ... عِقْدا نظيماً يُخجِل البدرَا

ومن بدائعه قوله، وهو في غاية الجودة:

لِدَواةِ داعِيكم مِدادٌ شابَ من ... جَوْرِ اليَراعِ وقد رثَتْ لمُصابِهِ

فأتتْ تُؤمِّل جُودَكم وترُوم مِن ... إحْسانكم تجْديدَ شَرْخِ شبابِهِ

وقوله، في صدر رسالة:

أيها الفاضلُ الذي خصَّه الل ... هُ من الفضلِ والحِجَى بلُبابِهْ

إن شوقي إليكَ ليس بِشَوْقٍ ... يُمْكِن المرءَ شرحُه في كتابِهْ

وكتب إلى السيد محمد العرضي، قبل توجهه إلى الروم:

<<  <  ج: ص:  >  >>