للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيك لي قد حلا خَلْعُ الغِدارِ لما ... طربتُ عند سماعي وَصْفَ مَعْناكِ

يا شمسَ حُسْنٍ بليلِ الشَّعرِ طالعةٌ ... لطَلْعةُ البدرِ جزءٌ من مُحَيَّاكِ

كذاك الريمِ سهمٌ فيك من مُلَحٍ ... وللصَّباحِ نصيبٌ من ثَناياكِ

لم ألْتفتْ لسِواكِ غيرَ مَن بهرتْ ... علومُه كلَّ ذِي فضلٍ وإدْراكِ

أخي الفضائل مَنَّاحِ المسائلِ وهَّ ... ابِ الجزائِل أمْنِ الخائِف الشاكِي

مولًى بأعلَى أعالِي المجد رُتْبتُه ... أضحتْ بأوْجِ المعالي فوق أفْلاكِ

به لقد نُسِخَتْ أخبارُ من دَرَجوا ... من الأكارمِ من عُرْبٍ وأتْراكِ

إن سادَ كلَّ الورى فضلا فلا عجَبٌ ... فإنه فَرْعُ أصلٍ طاهرٍ زاكِى

مِن قادةٍ ورِثُوا العلياءَ كُلِّهمُ ... وأصبحوا للمعالي أيَّ أمْلاكِ

مامنهمُ غير نِحْرِيرٍ بمُصْطدَمِ الْ ... أبحاثِ يُلْقِى عليها أيَّ فَتَّاكِ

فبدَّد المالَ والأيامُ عابسةٌ ... روَتْ أياديه عن بِشْرٍ وضَحَّاكِ

بُعْداً لمَنْ رام يحْكيهمْ بفيْضِ نَدًى ... أيُشْبه الغيثُ إبراهيمَ ذا الزَّاكِي

يا مُفْردَ العصرِ في خَلْق وفي خُلُقِ ... وألطفَ الناس في فَهْمٍ وإدراكِ

حكاكَ فَيْضُ الحيا إذْ هلَّ منهمِلاً ... لدَى العطاءِ وليس الفضلُ للْحاكِي

بصَحْبِها سُفْنُ آمالٍ لديك سرَتْ ... فقال جودُك بسمِ الله مَجْراكِ

لا زلْتَ ترْقَى المعالي دائماً أبداً ... على البريَّةِ من إنْسٍ وَأمْلاكِ

ومن بدائعه قوله، وقد ولي قضاء الموصل:

ومُعَذَّرٍ حُلْوِ اللَّمَى قبَّلْتُه ... نظَراً إلى ذاك الجمالِ الأوَّلِ

وطلبتُ منه وَصْلَه فأجابني ... ولَّى زَمان تعطُّفِي وتدّلُّلِي

نضَبَتْ مِياهُ الحسنِ من خدِّي وقد ... ذهب الرُّوا من غصنِ قَدّى الأعْدلِ

قلتُ الحديقةُ ليست يكمُل حسنُها ... إلاَّ إذا حُفَّتْ بنبْتٍ مُبْقلِ

دَعْكَ اتَّبِعْ قولَ ابنَ مُنْقِذ طائعاً ... واعلمْ بأني صرتُ قاضِي الموصلِ

مراده بابن منقذ الأمير شرف الدولة أبو الفضل وقوله:

كتب العِذَارُ على صحيفةِ خدِّه ... سطراً يحيِّر ناظرَ المتأمِّلِ

بالغتُ في اسْتخْراجِه فوجدتُه ... لا أرىَ إلاَّ رأيُ أهلِ الموصلِ

ورأى أهل الموصل هو الميل إلى ذوي اللّحى وتنسب إليهم في هذا الباب مبالغات.

وفيهم يقول أبو الوليد بن الجنّان الكنانيّ، الشّاطبيّ، نزيل دمشق:

للهِ قوم يعشَقون ذوِي اللِّحَى ... لا يسألونَ عن السَّوادِ المُقبِلِ

وبمُهْجتي قومٌ وإنِّي منهمُ ... جُبِلوا على حُبِّ الطِّرازِ الأوَّلِ

قوله: الطراز الأول، يريد به العذار أوّل ما يبقل، وهو الذي يكنى عنه البلغاء بطراز الله.

قال الصاحب بن عبّاد:

رأيتُ عليًّا في كمالِ جمالِه ... فشاهدتُ منه الروضَ ثانِيَ مُزْنِهِ

ولما تبدَّى لي طِرازُ عِذّارِهِ ... رأيتُ طرازَ الله في ثوبِ حُسنِهِ

وللسيد عطاء الله:

رأيتُ بخدِّه الوَرْديِّ خالاً ... فتِيتُ المسك منه قد بدا لِي

غزالُ الإنسِ ما في ذاك بِدْعٌ ... فإن المسكَ بعضُ دمِ الغزالِ

وكتب إلى السيد باكير بن النّقيب، ملغزاً في اسم أحمد:

يابنَ مَن أكْسب الفضائلَ في شَهْ ... بائنا والعُلَى سَناءً وسَعْدَا

ما اسمُ شيءٍ حروفُه عددُ الأيا ... مِ إن رُمْتَه حسابًا وعَدَّا

وهو اسمٌ نَفَى المهيمنُ عنه ... في الكتابِ العزيز أن يُفدَّى

صدرُه حاجبٌ لمن كنت مِن خَدَّ ... يْهِ قبل الصدودِ أقطِفُ وَرْدَا

<<  <  ج: ص:  >  >>