كم تكتُم سِرَّ حَالِك المُفْتضَحْ ... قُلْ علوة واكْشِفِ الغِطَا واسْتَرِحْ
منها:
إن قلتُ قد أشْرقْتَنِي بمَدامِعِي ... قال الأهِلةُ شَأْنُها الإِشْراقُ
وقوله:
حتَّى مَ عن جهلٍ تلومْ ... مَهْلاً فإنَّ الجهلَ لُومْ
طَرْفِي الذي يشكُو السُّها ... دَ وقلبيَ المُضْنَى الكَلِيمْ
إن الشَّقا في الْحُبِّ عِنْ ... د العاشقين هو النَّعِيمْ
ما الحبُّ إلاّ عَبْرةٌ ... عَبْراءُ أو جسمٌ سَقِيمْ
يا مَن أُكَتِّمُ حُبَّه ... واللهُ بي وبه عَلِيمْ
وبَلابِلٌ بَيْن الْجَوا ... نحِ لا تنَامُ ولا تُنِيمْ
ما لِي وما لِلوَائِمِي ... أعليكَ ذو عقلٍ يلُومْ
يا هل تُراهُ يَعودُ لي ... بِكَ ذلك الزمنُ القَدِيمْ
وهَنِيُّ عيشٍ باللِّوَى ... لَو أنَّ عيشَ هَناً يَدُومْ
وبِرَامَةٍ إذ نِلْتُ مِن ... وَصْلِ الأحبَّةِ ما أرُومْ
يا حَبَّذا تلك الرُّبو ... عُ وحَبَّذا تلك الرُّسومْ
يا تاركينَ مبُهْجَتِي ... شَرَراً يذوبُ بها الجَحِيمْ
طال المِطالُ ولم تهُبَّ ... لِصِدْقِ وعدِكمُ نَسِيمْ
مَطْلُ الغَرِيمِ غَرِيمَهُ ... حاشَاكمُ خُلْقٌ ذَمِيمْ
وقوله:
يا مَن أطالَ التَّجَنِّي ... منك الصُّدودُ ومِنِّي
مولايَ إن طال هذا ... عليَّ فاعلمْ بأنِّي
أفْديك قُلْ ليَ ماذَا الّ ... ذي بدَا لك مِني
تركْتَني مُستهاماً ... حَيْرانَ أقْرَعُ سِنِّي
أشكُو إليك الذي بي ... وأنتَ تُعْرِضُ عنِّي
ولم تَرِقَّ لِحالِي ... ولا رثَيْتَ لحُزْنِي
وقوله:
أصِخْ لِشَكِيّتِي وارْفُقْ ... بجسمٍ فيك قد نَحَلاَ
وقُل لي مَن أحَلَّ دَمِي ... ومَن ذا حَرَّمَ القُبَلاَ
وإن تُنْكِرْ ضَنَى جَسدِي ... ولم تعطِفْ عليَّ ولاَ
فكُفَّ النَّبْلَ من عيْنيْ ... ك يكْفي بعضُ ما فَعَلاَ
ولا تُطْلِعْ لنا خَدَّا ... كَ وَرْدَ رِياضِها الخَضِلاَ
وقوله:
ما زلتُ من دَرَنِ الدَّنايا صائناً ... عِرْضاً غدا كالجوهرِ الشَّفّافِ
فإذا جَرَى مَرَحاً بمَيْدان الصِّبا ... مُهْرُ الهوَى أَلْجَمْتُه بعَفافِ
وإذا همُ وصَفُوا مَحاسِنَ شادِنٍ ... مُسْتكمِلٍ لِمَحاسنِ الأوْصافِ
أبْدَيْتُ فيه من النَّسِيبِ غرائباً ... ووصفْتُ فيه ما عدا الأرْدافِ
وقوله:
تغزَّلْتُ حتى قِيلَ إنِّي أخو هَوىً ... وشَبَّبْتُ حتى قيل فاقدُ أوْطانِ
وما بيَ من عِشْقٍ وشوقٍ وإنما ... أتَيْتُ من الشِّعْرِ البديعِ بأفْنانِ
وله في تعليل كسوف البدر، وفيه لزوم ما لا يلزم:
لا بِدْعَ أن يُكْسَفَ بدرُ السَّمَا ... ذاك لِمَعْنىً قد تحقَّقْتُهُ
لمَّا بدَا لي وجهُه مُشْبِهاً ... وَجْهَ حبيبي حين فارَقْتُهُ
ذكرتُ مَحْبوبي فمِن أجْلِهِ ... صَعَّدْتُ أنْفاسِي فأحْرَقْتُهُ
وله أيضاً:
قالَ من قال أُكْسِفَ البدرُ قُلْنا ... لا تظنُّوا كُسُوفَه عن شِئانِ
قد أخَذْنا سَناهُ عند التَّلاقِي ... وأعَرْناهُ حُلةَ الهِجْرانِ
ومن بدائعه قوله:
إذا شئْتَ أن نَتَسَلّى هواكَ ... ونَصْبِرَ لاَ كان مَن يصْبِرُ
فقل لِقَوامِك لا ينْثنِي ... وقُلْ لِلِحاظِك لا تسْحِرُ
وغَطِّ العِذارَ فمهْما بدا ... فإنّا على خَلْعه نُعْذَرُ
وقوله:
قد كتب اللهُ على خَدِّه ... بالمِسْكِ سَطْراً دَقَّ مَعْناهُ