(إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون)(١٠٥)
المفردات:
- يفتري: يدعي الكذب.
المعنى الإجمالي:
بعد أن بينت الآية سبب ما فيه الكفار من الغباء، تبين هذه الآية أنه لا يدعي الكذب على رسول الله ودين الله إلا الذين يجحدون بآيات الله، فسبب الغباء والافتراء واحد، وهو الجحود.
وهذا رد على ما ادعاه الكفار من افتراء النبي - صلى الله عليه وسلم - للقرآن ( ... قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون)(النحل: ١٠١)
المعنى التفصيلي:
- (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله) أي: ما يفتري الكذب إلا الذين لا يؤمنون.
- (يفتري) جاء التعبير بالفعل المضارع ليدل على أن تجدد الافتراء على دين الله لا يصدر إلا عن الكفار الجاحدين.
- (يفتري) أي يدعي الكذب، وهذا الادعاء متعمد، لأن أصل الافتراء "القطع"، فهم يفترون على الله الكذب، أي يقطعون به، وليس مجرد تكذيب في سياق التفكير والبحث عن الحق.
والافتراء يستعمل في التعبير عن الكذب، ولكنه ليس هو الكذب، بل استعمل فيه، وانظر إلى قوله تعالى (انظر كيف يفترون على الله الكذب)(النساء:٥٠)(ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب)(المائدة: ١٠٣) وغير ذلك من الآيات.
(الكذب) أي يفترون هذا الكذب الذي تعرفونه، فـ "ال" هنا للعهد والتعريف؛ لأن ذكر كذبهم مر ذكره قبل آيات ( ... قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون)(النحل: ١٠١)
- (الذين لا يؤمنون بآيات الله) جاء التعبير بالاسم الموصول (الذين) للتشهير بهم بما يدل عليه الاسم الموصول من أنهم كفار جاحدون.
(وأولئك هم الكاذبون) جاء التعبير في هذه الجملة بضمير الفصل "هم" لإفادة التخصيص، فهؤلاء الجاحدون هم فقط الكاذبون على دين الله.