المتقون الذين لهم الجنة، هم أولئك الذين تقبض الملائكة أرواحهم وهم على حال الصلاح والخير، وتسلم عليهم الملائكة عند قبض الروح تطمينا لهم، وتبشرهم بدخول الجنة، بسبب عملهم الصالح.
المعنى التفصيلي:
- وهذه الآية مقابلة لقوله تعالى (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون (٢٨) فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين (٢٩)) (النحل)
- الاسم الموصول (الذين) صفة للمتقين، أي صفة المتقين هي (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين).
- الاسم الموصول (الذين) في هذا السياق يدل على التعظيم.
- وقرئ (يتوفاهم) بدل (تتوفاهم)، و (تتوفاهم) أي جماعة الملائكة، و (يتوفاهم) على الأصل.
- كلمة (طيبين) فيها إخبار وحث، أما الإخبار فهو أن المتقين الذين لهم الجنة هم الذين يموتون على ما هم عليه من التوحيد، وأما من انحرف وغير فله النار، والعياذ بالله!
وأما الحث، فهو: حث المؤمنين على أن يستمروا على طاعة الله حتى تتوفاهم الملائكة طائعين طاهرين.
- معنى قوله تعالى (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) أي ادخلوا الجنة بسبب أعمالكم، ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لن يدخل أحدا عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة)(البخاري: ٥٢٤١)(مسلم: ٥٠٤٠) فما وجه الجمع بين الآية والحديث؟
لا تعارض بين الآية والحديث، فالحديث مبين للآية، حيث إن الأعمال سبب لدخول الجنة (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)، ولكن كونها سبب لدخول الجنة متوقف على رحمة الله وفضله (لن يدخل أحدا عمله الجنة .... إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة)؛ لأنه لا قيمة للأعمال دون قبول الله تعالى لها، فالسبب الحقيقي لدخول الجنة هو رحمة الله وفضله بقبول هذه الأعمال. وقيل غير ذلك، ولكن هذا ما اطمأنت إليه نفسي.