البحرية لمحاربة من عَادَاهُ وَفِي قطع علائق الِاتِّحَاد بَينهَا وَبَين من خَالفه وبتلك المساعي تمكن الايطاليون من ايجاد النفرة بَين الدولة وَبَين جمهورية البنادقة حَتَّى تسبب عَنْهَا حَرْب عوان بَينهمَا فارسل السُّلْطَان جيوشه من الْبر وَالْبَحْر لفتح مَدِينَة ليبنته من بِلَاد اليونان وَكَانَت تَابِعَة للبنادقة ففتحت بِكُل سهولة عقب انتصار الْعِمَارَة العثمانية على مراكب البنادقة الَّتِي اعترضتها عِنْد مدْخل الخليج الْمُسَمّى باسم هَذِه الْمَدِينَة وَفِي الْوَقْت نَفسه اغار وَالِي بِلَاد البشناق على اقليم فريول ثمَّ اجتاز نهر ايزونطو ووصلت طلائعه إِلَى ارباض مَدِينَة فيشنسا واوقف الْقِتَال بِسَبَب اشتداد الْبرد وَفِي السّنة التالية احتل العثمانيون ثغور مودون وكورون وناورين من بِلَاد اليونان وَكَانَت من املاك البنادقة فِي هَذِه الْبحار
فخافت جمهورية البندقية من تقدم الاتراك إِلَى مَرْكَز حكومتها من ضيَاع استقلالها واستغاثت بممالك اوروبا المسيحية فانجدها البابا وَملك فرانسا بِبَعْض مراكب حربية وساعدوها على محاصرة جَزِيرَة ميدللي لاشغال الدولة عَن بلادها فَلم تنجح بل فتح العثمانيون مَدِينَة رودتسو الْوَاقِعَة على بَحر الادرياتيك وَلَوْلَا عصيان اولاد السُّلْطَان عَلَيْهِ بِبِلَاد الاناطول كَمَا سَيَجِيءُ لفتحت بَاقِي بِلَاد البنادقة لَكِن اضطرت احوال المملكة الداخلية السُّلْطَان إِلَى ابرام الصاح مَعَ محاربيه باوروبا وهم الْجَرّ والبنادقة فتم الصُّلْح بَينه وَبَين الجمهورية سنة ١٥٠٢ وَفِي السّنة التالية تمّ الصُّلْح كَذَلِك مَعَ ملك المجر