شاطئ نهر الرس وَعِنْدهَا امْتنع الانكشارية عَن التَّقَدُّم لاشتداد الْبرد وَعدم وجود الملابس والمؤونة اللَّازِمَة لَهُم فقفل رَاجعا إِلَى مَدِينَة اماسيا بآسيا الصُّغْرَى للاستراحة زمن الشتَاء والاستعداد للحرب فِي اوائل الرّبيع وَمر فِي عودته من بِلَاد ارمينيا لكنه لم يفتحها لعدم وجود الْوَقْت الْكَافِي لذَلِك
وعندما اقبل الرّبيع بنضارته رَجَعَ السُّلْطَان إِلَى بِلَاد الْعَجم فَفتح قلعة كوماش الشهيرة وامارة ذِي الْقدر سنة ١٥١٥ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة تَارِكًا قواده لاتمام فتح الولايات الفارسية الشرقية وَلما وصل اليها امْر بقتل عدد عَظِيم من ضباط الانكشارية الَّذين كَانُوا سَبَب الِامْتِنَاع عَن التَّقَدُّم فِي بِلَاد فَارس كَمَا سبق الذّكر خشيَة من امتداد الْفساد وَعدم الاطاعة فِي الجيوش وامر بقتل قَاضِي عَسْكَر هَذِه الفئة واسْمه جَعْفَر جلبي لانه كَانَ من اكبر المحركين لهَذَا الِامْتِنَاع وخوفا من حُصُول مثل ذَلِك فِي الْمُسْتَقْبل جعل لنَفسِهِ حق تعْيين قائدهم الْعَام وَلم يكن من بَينهم ليَكُون لَهُ بذلك السيطرة عَلَيْهِم وَكَانَ النظام السَّابِق يقْضِي بتعيينه من اقدم ضباط الانكشارية
وَبعد عودة السُّلْطَان إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فتحت الجيوش العثمانية مَدَائِن ماردين واورفه والرقة والموصل وبذل تمّ فتح اقليم ديار بكر واطاعت كَافَّة قبائل الكرد بِدُونِ كثير عناء بِشَرْط بقائهم تَحت حكم رُؤَسَاء قبائلهم