بِالْقَاهِرَةِ حامية كَافِيَة لحفظ الامن تَحت قيادة خير الدّين آغا الانكشاري وَفِي اثناء مروره بصحراء الْعَريش الْتفت لوزيره الاكبر يُونُس باشا الَّذِي كَانَ فتح مصر على غير رَأْيه وَقَالَ لَهُ مَا مَعْنَاهُ انه قد اتم فتحهَا خلافًا لرأيه فجاوبه يُونُس باشا بَان فتحهَا لم يعد عَلَيْهِ بِشَيْء الا قتل نَحْو نصف الْجَيْش بِمَا انه سلمهَا لخائن كَانَ غَرَضه التَّمَلُّك عَلَيْهَا لنَفسِهِ فَلَا يُؤمن وَلَاؤُه للدولة فَغَضب السُّلْطَان من هَذَا الْكَلَام الموجه اليه بِصفة لوم وامر بقتْله فِي الْحَال فَقتل وَكَانَ ذَلِك فِي ٦ رَمَضَان سنة ٩٢٣ وَعين مَكَانَهُ بير مُحَمَّد باشا الَّذِي كَانَ معينا قَائِم مقَام السُّلْطَان فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة اثناء تغيبه فِي فتح مصر لِثِقَتِهِ بِهِ بِنَاء على مَا اظهره من اصالة الرَّأْي فِي محاربة الشاه اسماعيل
وَفِي ٢٠ رَمَضَان سنة ٩٢٣ وصل السُّلْطَان إِلَى مَدِينَة دمشق وَمكث بهَا إِلَى ٢٢ صفر سنة ٩٢٤ ثمَّ سَافر إِلَى مَدِينَة حلب بعد ان حضر الاحتفال باقامة الصَّلَاة اول مرّة فِي الْجَامِع الَّذِي اقامه بِدِمَشْق على قبر محيي الدّين بن الْعَرَبِيّ فِي ٢٤ محرم سنة ٩٢٤ ٢٥ وَبعد أَن أَقَامَ بحلب مُدَّة شَهْرَيْن سَافر قَاصِدا عَاصِمَة ملكه فوصلها فِي ١٧ رَجَب سنة ٩٢٤ ٢٥ يوليه سنة ١٥١٨ ثمَّ ارتحل عَنْهَا إِلَى مَدِينَة ادرنه بعد عشرَة ايام قَضَاهَا فِي الاسْتِرَاحَة من اتعاب السّفر وَكَانَ وَلَده سُلَيْمَان معينا حَاكما لَهَا مُدَّة غياب وَالِده وَبعد وُصُول ابيه بِتِسْعَة ايام استأذنه الامير سُلَيْمَان فِي السّفر إِلَى ولَايَة صاروخان الْمعِين واليا عَلَيْهَا
وَفِي اثناء اقامة السُّلْطَان بِمَدِينَة ادرنه وصل اليه سفير من قبل مملكة اسبانيا ليخابره بشأن حريَّة زِيَارَة المسيحيين للقدس الشريف الَّذِي كَانَ قبلا تَابعا لسلطنة مصر وتبعها فِي دُخُولهَا تَحت ظلّ الدولة الْعلية فِي مُقَابلَة دفع الْمبلغ الَّذِي كَانَ يدْفع