سنويا للمماليك فاحسن السُّلْطَان مُقَابلَته وَصرح بقبوله ذَلِك إِذا ارسل ملكه رَسُولا آخر مخولا لَهُ حق ابرام معاهدة مَعَ الْبَاب العالي وَكَذَلِكَ اتى اليه فِيهَا سفير من قبل جمهورية البندقية ليدفع لَهُ خراج سنتَيْن متاخر الْخراج الْمُقَرّر عَلَيْهَا نَظِير بَقَائِهَا فِي جَزِيرَة قبرص
وَكَانَ فِي هَذِه الْمدَّة مشتغلا بتجهيز عمَارَة بحريّة لمعاودة الكرة على جَزِيرَة رودس بحرا وَكَانَ يستعد ايضا لمحاربة شاه الْعَجم ثَانِيًا فَجمع خَمْسَة عشر الف فَارس بِمَدِينَة قيصرية وَضم اليهم ثَلَاثِينَ الف جندي من المشاة تَحت قيادة فرحات باشا بيلر بك الاناطول وارسل اليهم عددا عَظِيما من المدافع والذخائر لَكِن لم يمهله الْمنون ريثما يتم مَشْرُوع فتح جَزِيرَة رودس بل عاجله فِي رحلته من الْقُسْطَنْطِينِيَّة إِلَى ادرنه فَتوفي فِي يَوْم ٩ شَوَّال سنة ٩٢٦ ٢٢ سبتمبر سنة ١٥٢٠ فِي السّنة التَّاسِعَة من حكمه والحادية وَالْخمسين من عمره اذ كَانَت وِلَادَته فِي سنة ٩٧٥
واخفى طبيبه الخصوصي خبر مَوته عَن الْحَاشِيَة وَلم يبلغهُ الا للوزراء فَاجْتمع كل من بير مُحَمَّد باشا وَاحْمَدْ باشا ومصطفى باشا وقرروا اخفاء هَذَا الامر حَتَّى يحضر وَلَده سُلَيْمَان من اقليم صاروخان خوفًا من ان تثور الانكشارية كَمَا هِيَ عَادَتهم
وَكَانَ كل وَزِير مهدد بِالْقَتْلِ لاقل هفوة حَتَّى صَار يدعى على من يرام مَوته بَان يصبح وزيرا لَهُ وَبنى كثيرا من الْجَوَامِع وحول اجمل كنائس الْقُسْطَنْطِينِيَّة إِلَى مَسَاجِد مَعَ سبق الْوَعْد من السُّلْطَان مُحَمَّد الثَّانِي الفاتح لبطريق الرّوم بِعَدَمِ مس نصف الْكَنَائِس الثَّانِي الَّذِي تَركه لَهُم بعد فتح الْمَدِينَة كَمَا مر