بِهِ النَّصْر ويحدوه الْجلَال حَتَّى وصل إِلَى مَدِينَة بود ودخلها فِي ٣ ذِي الْحجَّة سنة ٩٣٢ ١٠ سبتمبر سنة ١٥٢٦ مشددا الاوامر على الْجنُود بِعَدَمِ التَّعَرُّض للاهالي والمحافظة على النظام لَكِن لم تَجِد تنبيهاته شَيْئا بل انتشرت الْجنُود فِي جَمِيع انحاء الْمَدِينَة وَفِي جَمِيع ارجاء بِلَاد المجر ناهبين قاتلين مرتكبين كل الفظائع الَّتِي ترتكبها الجيوش الْغَيْر منتظمة عقب الِانْتِصَار كَمَا شوهد ذَلِك فِي جَمِيع الْبِلَاد حَتَّى فِي هَذَا الْعَصْر الموسوم بعصر التمدن
وَبعد دُخُول السُّلْطَان إِلَى مَدِينَة بود جمع اعيان الْقَوْم وامراءهم وَوَعدهمْ بَان يعين جَان زابولي امير ترانسلفانيا ملكا عَلَيْهِم ثمَّ غادر رَحمَه الله إِلَى مقرّ خِلَافَته مستصحبا مَعَه كثيرا من نفائس الْبِلَاد واهمها الْكتب الَّتِي كَانَت مَوْجُودَة فِي خَزَائِن متياس كورفن وَكَذَلِكَ فعل نابليون الشهير حينما دخل مصر فِي اوائل الْقرن الثَّالِث عشر من الْهِجْرَة فانه اخذ كثيرا من كتب الْفِقْه واحكام الشَّرِيعَة الغراء وَتلك كَانَت عَادَته عِنْد دُخُوله أَي مملكة من ممالك اوروبا فانه كَانَ يحمل إِلَى فرانسا كل مَا بهَا من التحف كالصور والتماثيل والكتب والْآثَار وَلَوْلَا هَذِه الْعَادة لما افعمت متاحفها بالآثار والنفائس
وَفِي اثناء عودته اقام اسبوعا فِي مَدِينَة ادرنه وَوصل إِلَى مَدِينَة الْقُسْطَنْطِينِيَّة المحمية فِي ١٧ صفر سنة ٩٣٣ ٢٣ نوفمبر سنة ١٥٢٦