لهَذِهِ الْغَايَة المشؤمة حَتَّى هداه شَيْطَان عقله وابليس سَرِيرَته إِلَى ان يكْتب لبايزيد يَقُول لَهُ ان سليما منهمك فِي الشَّهَوَات وَلَا يَلِيق ان يخلف وَالِده وَمَعَ ذَلِك فوالده مصمم على استخلافه مَعَ عدم اهليته للْملك وَعدم استعداده للخلافة فتبادلت بَينهمَا المكاتبات بشان ذَلِك واخيرا كتب بايزيد إِلَى اخيه سليم خطابا بِهِ بعض عِبَارَات تمس كَرَامَة والدهما فارسل سليم الْخطاب لابيه وَلما اطلع السُّلْطَان سُلَيْمَان على هَذَا الْخطاب غضب غَضبا شَدِيدا وَكتب لبايزيد يوبخه على مَا اتاه ويامره بالانتقال من قونيه الَّتِي كَانَ معينا واليا عَلَيْهَا إِلَى مَدِينَة اماسيا فخشي بايزيد ان يكون قصد ابيه الْغدر بِهِ وَامْتنع عَن التَّوَجُّه إِلَى اماسيا وَجمع جَيْشًا يبلغ عدده عشْرين الف نسمَة واظهر التمرد فارسل اليه ابوه الْوَزير مُحَمَّد باشا الملقب بصقللي لمحاربته فتقابل الجيشان بِقرب قونيه وَاسْتمرّ الْقِتَال يومي ٣٠ و ٣١ مايو سنة ١٥٦١ واخيرا هزم بايزيد وتقهقر إِلَى اماسيا وَمِنْهَا إِلَى بِلَاد الْعَجم حَيْثُ التجأ هُوَ واولاده إِلَى الشاه طهماسب فقابله واظهر لَهُ الاخلاص والاستعداد لحمايته لكنه كَاتب السُّلْطَان سُلَيْمَان وَابْنه سليما سرا على تَسْلِيم بايزيد واولاده اليهما مَعَ انهم احتموا بحماه وَلم يرع ذمتهم بل خَانَهُمْ وسلمهم إِلَى رسل السُّلْطَان فَقَتَلُوهُمْ جَمِيعًا وهم بايزيد واولاده الاربعة اورخان ومحمود وَعبد الله وَعُثْمَان فِي مَدِينَة قزوين بِبِلَاد الْعَجم فِي ١٥ محرم سنة ٩٦٩ ٢٥ سبتمبر سنة ١٥٦١ ونقلت جثتهم إِلَى مَدِينَة سيواس حَيْثُ واروها الثرى وَكَانَ لبايزيد ابْن صَغِير فِي مَدِينَة بورصه فخنق ايضا وَدفن فِي جَانب وَالِده واخوته
هَذَا اما من جِهَة المجر فَلم تَنْقَطِع الحروب بَينهَا وَبَين الدولة الْعلية وَكَذَلِكَ المخابرات كَانَت غير مُنْقَطِعَة للوصول إِلَى الصُّلْح وَلَا حَاجَة لنا فِي تَفْصِيل الوقائع الَّتِي حصلت بَين الجيشين لعدم وجود فَائِدَة فِي ذَلِك سوى ملال الْمطَالع بل نكتفي