من قتل ابْنه الرَّضِيع وَقَالَ فِي ذَلِك بعض الشُّعَرَاء ... يادهر وَيحك مَا ابقيت لي جلدا
وانت وَالِد سوء تاكل الولدا ...
وَكَانَ رَحمَه الله محبوبا لَدَى الانكشارية لشجاعته ولدى الْعلمَاء وَالشعرَاء لاشتغاله بالادب وميله إِلَى الشّعْر فرثاه كثير من الشُّعَرَاء بقصائد رنانة وَلم يخشوا سطوة ابيه
اما الانكشارية فثاروا وطلبوا من السُّلْطَان قتل الْوَزير رستم باشا الْمُدبر لهَذِهِ المكيدة حبا فِي حفظ منصبه فَعَزله السُّلْطَان تسكينا لخاطرهم وَولى مَكَانَهُ الْوَزير احْمَد باشا لَكِن لم يهدأ بَال زَوْجَة السُّلْطَان حَتَّى اغرت زَوجهَا على قتل هَذَا الْوَزير وارجاع رستم باشا مُكَافَأَة لَهُ على تَنْفِيذ سيء اغراضها
وَبعد قتل هَذَا البريء تَوَجَّهت الجيوش إِلَى بِلَاد الْعَجم وَلم يحصل فِي هَذِه الْمرة وقائع مهمة بل بعد ان غزت الجيوش العثمانية بِلَاد شيروان بِدُونِ فَائِدَة تذكر مَال الْفَرِيقَانِ للصلح فتم بَينهمَا فِي ٨ رَجَب سنة ٩٦٢ ٢٩ مايو سنة ١٥٥٥ على ان يُبَاح للاعاجم الْحَج إِلَى بَيت الله الْحَرَام ويزاولوا مَذْهَبهم بِدُونِ تعرض وَكَانَ للسُّلْطَان سُلَيْمَان ابْن آخر اسْمه جهانكير حزن حزنا شَدِيدا على قتل اخيه مصطفى حَتَّى توفّي شَهِيد الْمحبَّة الاخوية بعد موت اخيه بِقَلِيل وَاخْتلف فِي مَوته انه قتل نَفسه امام وَالِده بعد ان بكته على قتل اخيه وَقيل غير ذَلِك
وَبعد ذَلِك يقليل توفيت هَذِه الْمَرْأَة الَّتِي سودت بدسائسها آخر سني حكم السُّلْطَان سُلَيْمَان الَّذِي اشْتهر قبل ذَلِك بِكُل الكمالات
وَلم تكن هَذِه الْحَادِثَة خَاتِمَة الفظائع بل اعقبها بقتل ابْنه الثَّانِي بايزيد واولاده الْخَمْسَة وَذَلِكَ ان مربي بايزيد الْمَدْعُو لَا لَهُ مصطفى عين نَاظر خَاصَّة سليم سُلْطَان وَلكَون هَذَا الامير كَانَ يخْشَى مزاحمة اخيه بايزيد لَهُ فِي الْملك بعد موت ابيهما كاشف لَا لَهُ مصطفى بانه يُرِيد ايغار صدر ابيه على بايزيد ليَقْتُلهُ وَيكون هُوَ سليم الْوَارِث الوحيد لملك آل عُثْمَان فاخذ مصطفى يبْحَث عَن الطَّرِيقَة الموصلة