بمقام مرسله السَّامِي وَعند عودته شيعه بالتبجيل والاجلال وارسل مَعَه مركبين حربيين وَجُمْلَة من المدفعية الفرنساويين هَدِيَّة مِنْهُ للخليفة الاعظم ليكونوا معلمين فِي الجيوش العثمانية فيمرنوا الْجنُود المظفرة على النظامات الجديدة الَّتِي ادخلها لوفوا الشهير فِي الجيوش الفرنساوية
وَبعد ذَلِك بِقَلِيل توفّي شارل السَّادِس امبراطور النمسا فِي ٢٠ من شهر اكتوبر سنة ١٧٤٠ وتولت بعده ابْنَته ماريه تيريزه فاتحدت فرنسا مَعَ بعض الدول على محاربة هَذِه الملكة واقتسام املاكها لما بَين فرنسا والعائلة الحاكمة فِي النمسا من الضغائن الْقَدِيمَة وسعي فرنسا دَائِما فِي اذلال النمسا وَهدم اركان سلطانها وبسبب موت هَذَا الْملك حصلت الْحَرْب الشهيرة بَين فرنسا والنمسا الْمَعْرُوفَة فِي التَّارِيخ بمحاربة ارث ملك النمسا الَّتِي استمرت عدَّة سِنِين وانتهت بفوز ماريه تريزه على فرنسا مِمَّا لَا يدْخل فِي مَوْضُوع هَذَا الْكتاب وَلما ابتدأت هَذِه الْحَرْب اظهرت فرنسا للدولة الْعلية بِوَاسِطَة سفيرها لَدَى الْبَاب العالي مَا يعود عَلَيْهَا من القوائد لَو اتّحدت مَعهَا على محاربة النمسا وَعرضت عَلَيْهَا احتلال بِلَاد المجر واسترجاعها إِلَى املاكها بِحَيْثُ ترجع الدولة إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ من الاتساع ايام سُلَيْمَان الاول القانوني ويمكنها بعد ذَلِك مقاومة الروسيا وَالْوُقُوف فِي طَرِيق تقدمها وابانت لَهَا انها ان لم تفعل ذَلِك تقدّمت الروسيا شَيْئا فَشَيْئًا وقويت شوكتها