سنة ١١٥٢ ١٨ سبتمبر سنة ١٧٣٩ م على ان تتنازل النمسا للدولة الْعلية عَن مَدِينَة بلغراد وَمَا اعطي لَهَا من بِلَاد الصرب والفلاخ بِمُقْتَضى معاهدة بساروفتس اما الروسيا فتعهدت قيصرتها حنه بهدم قلاع ميناء آزاق وَعدم تجديدها فِي الْمُسْتَقْبل وبعدم انشاء سفن حربية اَوْ تجارية بالبحر الاسود اَوْ ببحر آزاق بل تكون تجارتها على مراكب اجنبية وَبَان ترد للدولة كل مَا فَتحته من الاقاليم والبلدان وَسميت هَذِه المعاهدة معاهدة بلغراد وَبِذَلِك انْتَهَت هَذِه الْحَرْب باسترداد جُزْء عَظِيم مِمَّا فقدته الدولة من ممالكها بِمُقْتَضى معاهدة كارلوفتس بِضعْف وَعدم كفاءة اَوْ عدم صداقة واخلاص بعض الوزراء مِمَّا جعل الدولة على شفا جرف هار وَلَو اخلص هَؤُلَاءِ الوزراء وَجعلُوا ترقية شان الدولة نصب اعينهم ونبذوا الغايات الشخصية ظهريا لما فقدت شبْرًا من ارضها وَلَكِن {يُؤْتِي الْحِكْمَة من يَشَاء وَمن يُؤْت الْحِكْمَة فقد أُوتِيَ خيرا كثيرا وَمَا يذكر إِلَّا أولُوا الْأَلْبَاب} وَبعد ذَلِك بذل المسيو فلنوف سفير فرنسا جهده فِي اقناع الْبَاب العالي بضرورة الِاتِّحَاد مَعَ السويد لمحاربة الروسيا لَو تعدت على احدهما خوفًا من ان يلْحق بهما تباعا مَا اودى ببولونيا وَجعلهَا خاضعة فعلا لاوامر الروسيا فاقتنعت الدولة وابرمت مَعَ السويد محالفة هجوم ودفاع ضد الروسيا فِي سنة ١٧٤٠ وَفِي هَذِه السّنة تحصل سفير فرنسا على تَجْدِيد الامتيازات القنصلية وكافة المزايا الممنوحة للتجار الفرنساويين وامضى الطرفان هَذِه الْمعَاهد الجديدة فِي ١٧ سبتمبر سنة ١٧٤٠ وَهِي عبارَة عَن معاهدة سنة ١٦٧٣ مَعَ بعض تسهيلات جَدِيدَة لفرنسا وتجارتها وارسل السُّلْطَان سفيرا من طرفه اسْمه سعيد ليقدم صُورَة المعاهدة إِلَى ملك فرنسا لويس الْخَامِس عشر مَعَ كثير من الْهَدَايَا الثمينة فقابله الْملك بالاحتفاء والاكرام اللَّائِق