ثمَّ سَار الْوَزير نشانجي مُحَمَّد امين باشا الَّذِي تولى الصدارة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ١١٨٢ بجيوشه للدفاع عَن مَدِينَة شوكزيم الَّتِي حاصرها الْبُرْنُس جالتسين الروسي فَلم ينجح لعدم اتِّبَاعه الاوامر العسكرية الْوَارِدَة اليه من السُّلْطَان المهتم بِنَفسِهِ بامور الْحَرْب وَلَو لم يقد الجيوش بِذَاتِهِ الشَّرِيفَة وَكَانَ جَزَاء الْقَائِد الْمَذْكُور ان قتل بامر السُّلْطَان فِي ٩ ربيع الآخر سنة ١١٨٣ وارسل راسه إِلَى الاستانة عِبْرَة لغيره من القواد وَعين مَكَانَهُ فِي الوزارة والسر عسكرية مولدواني على باشا وَكَانَ اشد اهتماما من سلفه بامور الْجند واكثر اطلاعا على ضروب الْقِتَال لَكِن عاكسته الطبيعة وَكَانَت هِيَ السَّبَب فِي تقهقره فانه حِين كَانَ يعبر مَعَ جيوشه نهر دينستر على جسر من المراكب ليهاجم الْجَيْش الروسي المعسكر على الضفة الاخرى زَادَت مياه النَّهر بَغْتَة وفاضت على شواطئه بكيفية مريعة حَتَّى استولى الْجزع على العساكر المارين فَوْقه وهموا بِالرُّجُوعِ إِلَى معسكرهم وتبعهم بعض من كَانَ قد وصل إِلَى الشاطئ الآخر فغرقت المراكب وَاسْتشْهدَ نَحْو سِتَّة الآف جندي وَصَارَ من بَقِي مِنْهُم على الشاطئ الروسي هدفا لمدافعهم وبنادقهم الَّتِي صوبت اليهم من كل فج حَتَّى قتلوا عَن آخِرهم فِي ١٧ جُمَادَى الاولى سنة ١١٨٣ ١٨ سبتمبر سنة ١٧٦٩ م
وَبعد هَذَا الانهزام الَّذِي لم يكن فِيهِ للروس من فَخر الْتزم مَوْلُود واني باشا بالتقهقر بعد اخلاء مَدِينَة شوكزيم فَدَخلَهَا الْبُرْنُس جالتسين واحتل على الْفَوْر ايالتي الفلاخ والبغداد
وَفِي هَذِه الاثناء كَانَت رسل الروس تعْمل على اثارة الخواطر فِي بِلَاد موره حَتَّى إِذا استعد الاهالي للثورة خرجت بعض المراكب الروسية من بَحر بلطيق قاصدة بِلَاد اليونان بعد الطّواف حول اوروبا الغربية واستولت على مَدِينَة كورون لتشجيع الاروام على الْعِصْيَان لَكِن لم تلبث هَذِه الْفِتْنَة ان اطفئت وَخرجت