العالي فيزول بِنَاء على ذَلِك مَا كَانَ بَينهمَا من الْعدوان ابْتِدَاء من الْيَوْم الَّذِي تتبادل فِيهِ التصديقات على هَذِه البنود الابتدائية وَبعد ان تجْرِي مُبَادلَة التَّصْدِيق تنجلي فِي الْحَال العساكر الفرنساوية عَن مملكة مصر وَترد المملكة الْمَذْكُورَة إِلَى الْبَاب العالي المحفوظة اراضيه وممالكه لَهُ بالتمام والكمال كَمَا كَانَت فِي الْحَرْب الحالية على انه من الْمُقَرّر ان كل مَا يسمح بِهِ من الامتيازات فِي الممالك المصرية لسَائِر الممالك الاجنبية بعد انجلاء الفرنساويين عَنْهَا يكون مسموحا بهَا للفرنساويين ايضا
البند الثَّانِي تعترف جمهورية فرنسا بتشكيل جمهورية السَّبع جزائر وبلاد البندقية السَّابِقَة وتكفل استمراره وَيقبل الْبَاب العالي كَفَالَة فرنسا وروميا بذلك
البند الثَّالِث ستتفق الجمهورية الفرنساوية وَالْبَاب العالي العثماني على تعْيين طَريقَة نهائية تخْتَص باموال رعاياهما وامتعتهما الَّتِي حجزت اَوْ اخذت مصادرة اثناء الْحَرْب وَيُطلق سراح الوكلاء السياسيين والوكلاء التجاريين والاسرى على اخْتِلَاف درجاتهم حَال حُصُول التَّصْدِيق على هَذِه البنود الابتدائية
البند الرَّابِع ان المعاهدات الكائنة فِيمَا بَين فرنسا وَالْبَاب العالي حَتَّى قبل الْحَرْب الْحَاضِرَة تَجَدَّدَتْ بِتَمَامِهَا وَبِنَاء على ذَلِك حق لجمهورية فرنسا ان تتمتع فِي كَافَّة انحاء الممالك العثمانية بِجَمِيعِ الْحُقُوق التجارية وَحُقُوق الملاحة الَّتِي كَانَت متمتعة بهَا قبلا أَو سيتمتع بهَا غَيرهَا من الدول الاكثر تَفْضِيلًا فِي مُسْتَقْبل الايام
وتبادل التصديقات على هَذِه البنود فِي ظرف ثَمَانِينَ يَوْمًا وحرر عَن باريس فِي ١٧ فنديمير من الْعَام الْعَاشِر لجمهورية فرنسا الْمُوَافق يَوْم غرَّة جُمَادَى الْآخِرَة سنة ١٢١٦ وعقب ذَلِك ابرم بونابرت مَعَ عَامل الجزائر معاهدة بتاريخ ١٧ ديسمبر سنة ١٨٠١ واخرى مَعَ تونس بتاريخ ٢٣ فبراير سنة ١٨٠٢ قاضيتين باحترام سفن فرنسا التجارية كَمَا كَانَ فِي زمن السُّلْطَان سُلَيْمَان القانوني
وَلما دارت المخابرات بَين فرنسا وانكلترا للوصول إِلَى مصالحة أميان