ارادت انكلترا ادخال الْبَاب العالي فِيهَا حَتَّى تثبت اشتراكها وتحالفها مَعهَا بِصفة دولية فَلم تقبل الدولة وَلَا فرنسا بذلك واصر بونابرت على الِاتِّفَاق مَعَ الدولة رَأْسا وَتمّ الِاتِّفَاق بَينهمَا فِي ٢٣ صفر سنة ١٢١٧ ٢٥ يونيه سنة ١٨٠٢ على ان ترجع مصر إِلَى الدولة مَعَ كَافَّة مَا كَانَ لَهَا من الْحُقُوق وان يُقَام فِي جزائر اليونان جمهورية مُسْتَقلَّة تَحت حماية الْبَاب العالي وَكَانَ ذَلِك بالِاتِّفَاقِ مَعَ الروسيا وتعهدت الدولة الْعلية برد مَا صودر من املاك الفرنساويين ببلادها ومنح فرنسا جَمِيع امتيازاتها السَّابِقَة الْمَضْمُونَة لَهَا بمعاهدة سنة ١٧٤٠ وان يكون لمراكبها التجارية حق الملاحة فِي الْبَحْر الاسود اسوة بمراكب الروسيا وَبعد ذَلِك اخلت انكلترا جيوشها عَن مصر والاسكندرية فِي ذِي الْقعدَة سنة ١٢١٧ شهر فبراير سنة ١٨٠٣
وَفِي هَذِه الاثناء حصلت فِي داخلية الدولة بعض اضطرابات بِسَبَب شُرُوع السُّلْطَان سليم الثَّالِث فِي تنظيم الجيوش على النظام الْجَدِيد فان الانكشارية لم ينْظرُوا لهَذِهِ اللاصلاحات العسكرية بِعَين الارتياح لخوفهم من ان تكون مُقَدّمَة لالغاء وجاقاتهم فَلَمَّا مَاتَ الجنرال دوبايت الفرنساوي الَّذِي كَانَ استحضر لتدريب النظام فِي سنة ١٧٩٧ سعى الانكشارية مَعَ بعض الْعلمَاء المغايرين لكل امْر مستحدث بِدُونِ نظر إِلَى مَا يجره من النَّفْع لَدَى جلالة السُّلْطَان وتحصلوا على لَغْو الْفرق المنتظمة فاخذ القبودان كوجك حُسَيْن باشا نَحْو ٦٠٠ مِنْهُم وشكلهم على هَيْئَة اورطة منظمة على نَفَقَته الخصوصية واجزل اليهم الهبات حَتَّى آتى الشبَّان للانضمام