بلادها وفصلت عَنْهَا اليونان تَمامًا والافلاق والبغدان والصرب تَقْرِيبًا وَمَا بَقِي لَهَا اثقلت كَاهِله الضرائب اللَّازِمَة للحرب الداخلية والخارجية
هَذَا ثمَّ سَار السُّلْطَان فِي خطة الاصلاحات الداخلية بهمة لَا يعتريها ملال وعزيمة لَا يقعدها كلال فَأبْطل طوائف السلاحدارية والعلوفه جيه وَبَاقِي الطوائف الْغَيْر منتظمة وَصَارَ الْجَيْش كُله مؤلفا من جنود منتظمة مسلحة باتقن الاسلحة والغيت جَمِيع الامتيازات السَّابِقَة وَلم تُؤثر على السُّلْطَان أَي مُعَارضَة بل كَانَ يجازي كل من آنس مِنْهُ اقل انتقاد على الاصلاحات الجديدة باشد الْعقَاب وصارم الْعَذَاب حَتَّى انه لما رأى ان جمَاعَة البكطاشية محازبة للانكشارية واستعملت نفوذها فِي تهييج الاهالي امْر بالغائها وابطال جَمِيع تكاياها فالغيت وشتت اعضاؤها فِي اطارف الدولة حَتَّى لَا يخْشَى من تجمعهم بالاستانة وَقتل ثَلَاثَة من رؤسائها النافذي الْكَلِمَة بِنَاء على فَتْوَى شَرْعِيَّة وَمن جِهَة اخرى اخذ فِي تغير العوائد الْقَدِيمَة وَاتِّبَاع المستحسن من عوائد اوروبا فاستبدل الْعِمَامَة بالطربوش الروني وتزيى بالزي الاوروبي وامر بِأَن يكون هُوَ الزي الرسمي فِي العسكرية والمدنية واسس وساما دَعَاهُ وسام الافتخار واخيرا تجول بِذَاتِهِ فِي ممالكه باوروبا ليسبطلع احوالها وَيقف على حقائق الامور وشكاوة الاهالي وبالاختصار فانه سَار سير من يردي مجاراة اوروبا فِي نظاماتها وَعدم الْوُقُوف حَال تقدم الدولة الاخرى بِسُرْعَة لعلمه ان الْوُقُوف فِي مثل هَذِه الظروف هُوَ عين التَّأَخُّر وَلَو لم يكن لَهُ من الايادي الْبيض على الممالك المحروسة الا الغاء طَائِفَة الانكشارية لكفى ذَلِك لتخليد اسْمه فِي بطُون التَّارِيخ مشكورا ممدوحا إِلَى ابد الآبدين وَزِيَادَة على ذَلِك احيا مَا اقامه السُّلْطَان مصطفى الثَّالِث من مدارس الطوبجية بعد ان صَارَت دوارس وانشاء مدرسة حربية لتخريج الضباط على مِثَال مدرسة سانسير الفرنساوية الَّتِي اسسها نابوليون الاول بفرنسا لتربية اولاد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute