الصدارة الَّذِي سبق عَزله مِنْهُ ارضاء للروسيا ومنعا لاسباب الشقاق فَظهر من ذَلِك ان السُّلْطَان قد عدل عَن سياسة المسالمة وعزم على رفض طلبات الروسيا وايد ذَلِك رشيد باشا فانه رفض طلبات الْبُرْنُس منشيكوف قَطْعِيا
وَلما رأى الْبُرْنُس منشيكوف هَذَا الْعُدُول ارسل للباب العالي بلاغا نهائيا بتاريخ ٢٦ رَجَب سنة ١٢٦٩ ٥ مايو سنة ١٨٥٣ بطلبات دولته وَطلب الاجابة عَنْهَا فِي مُدَّة خَمْسَة ايام وَلما انْقَضتْ بِدُونِ ان يُجَاب طلبه اطالها ثَمَانِيَة ايام اخرى وَلما انْقَضتْ هَذِه الْمدَّة ايضا بِدُونِ ان يحصل على مرغوبه الَّذِي رفضه جلالة السُّلْطَان مَعَ الاعلان باحترام حُقُوق الْكَنِيسَة الارثوذكسية قطع السفير الروسي العلاقات مَعَ الْبَاب العالي وبارح الاستانة على احدى مراكب الروسيا فِي ١٧ شعْبَان سنة ١٢٦٩ ٢٦ مايو الْمَذْكُور مهددا الدولة باحتلال الْجنُود الروسية لامارتي الافلاق والبغدان إِذا صممت على التَّوَقُّف
وَلما ابلغت الدولة صُورَة هَذَا الْبَلَاغ الاخير إِلَى اللورد ستراتفورد سفير انكلترا وَهُوَ ابلغها إِلَى حكومته تَغَيَّرت افكار انكلترا من جِهَة الروسيا وتحققت سوء نِيَّتهَا نَحْو الدولة الْعلية فانضمت إِلَى فرنسا وارسلت إِلَى دونانماتها بمالطة ان تنضم إِلَى الدونانمة الفرنساوية وتتحد مَعهَا فِي كَافَّة اعمالها وَمن ثمَّ ظهر لجَمِيع اوروبا ان فرنسا وانكلترا متحدتان على حماية الممالك العثمانية المحروسة ضد اطماع الروسيا ثمَّ اصدرت هَاتَانِ الدولتان اوامرهما إِلَى مراكبهما بالاقتراب من بوغاز الدردنيل لمد يَد المساعدة للدولة الْعلية إِذا اقْتضى الْحَال فَقَامَتْ المراكب ورست فِي فرضة بزيكا فِي ٢٢ رَمَضَان سنة ١٢٦٩ ١٨ يونيه سنة ١٨٥٣
وَبعد انسحاب الْبُرْنُس منشيكوف من الاستانة ارسل المسيو دي نسلرود