وَلما رأى امبراطور الروسيا عدم اصغاء انكلترا لطلباته فاتح سفير فرنسا المسيو كستلباجاك فِي امْر التساهل مَعهَا على تَقْرِير الامور فِي بِلَاد فلسطين طبق مرادها وَعرض عَلَيْهِ ان تتساهل الروسيا هِيَ ايضا مَعَ فرانسا فِي مُقَابلَة ذَلِك بل وتساعدها على امتلاك الْقطر التّونسِيّ لتقوية نفوذها فِي بِلَاد الغرب ومراقبة اجراءآت انكلترا فِي جَزِيرَة مالطه لكنه لم يجد من السفير الفرنساوي اذنا صاغية كَمَا كَانَ يؤمل لَان مساعي نابليون الثَّالِث كَانَت موجهة لارجاع مجد فرنسا السَّابِق اليها وَجعلهَا صَاحِبَة الْكَلِمَة فِي جَمِيع احوال اوروبا كَمَا كَانَت فِي عهد عَمه نابليون الاول
هَذَا وَلما وصل الْبُرْنُس منشيكوف إِلَى الاستانة بعد ان اجرى على الْحُدُود عدَّة تظاهرات حربية كَانَ مَعَه عدَّة ضباط عِظَام بَريَّة وبحرية صَارُوا يرافقونه اثناء زياراته الرسمية للوزراء لزِيَادَة التَّأْثِير على عُقُولهمْ وتظاهر بِعَدَمِ مُرَاعَاة الاصول والعوائد المتبعة فِي مُقَابلَة جلالة السُّلْطَان وَلَوْلَا توَسط سفيري فرنسا وانكلترا لانتشبت الْحَرْب بِسَبَب هَذِه الاجراءآت الْمُغَايرَة لِآدَابِ السياسة فتحقق للْعُمُوم من ذَلِك ان قصد الروسيا الوحيد هُوَ اعلان الْحَرْب على الدولة الْعلية وتقسيم ممالكها المحروسة وَلذَلِك ارسلت فرنسا دونانماتها البحرية إِلَى مياه اليونان فالقت مراسيها فِي فرضة سلامين فِي ٢٤ ربيع الثَّانِي سنة ١٢٦٩ ٤ ابريل سنة ١٨٥٣ اسْتِعْدَادًا للحوادث الَّتِي لم تكن فِي الحسبان اما انكلترا فاذنت لمراكبها بالتربص فِي مالطة لحين صُدُور اوامر جَدِيدَة لَهَا وَفِي اثناء ذَلِك كَانَ الْبُرْنُس منشيكوف يبْذل جهده لَدَى الْبَاب العالي للحصول على تَجْدِيد شُرُوط معاهدة خونكاراسكله سي القاضية بَان يكون للروسيا حماية جَمِيع المسيحيين الْمَوْجُودين بِبِلَاد الدولة وَكَانَ الْبَاب العالي يماطله فِي الاجابة واخيرا اعاد السُّلْطَان رشيد باشا إِلَى منصب