وَفِي ٢٤ محرم ١٧ اكتوبر هوجمت بِكُل شدَّة بِدُونِ جدوى اذ تقهقرت الجيوش المتحالفة امام الْعَدو وَخرج خَلفهم الجنرال لبراندي قَاصِدا مَدِينَة بلكلاوا وارتد على اعقابه بعد موقعة هائلة حصلت فِي ٢ صفر سنة ١٢٧١ ٢٥ اكتوبر سنة ١٨٥٤
وَفِي ١٣ صفر ٥ نوفمبر خرج الروس من قلاعهم وهاجموا الْجَيْش الانكليزي على مرتفعات انكرمان وَكَانَ الانكليز لَا يتَجَاوَز عَددهمْ عشر الروس لكِنهمْ ثبتوا حَتَّى اسعفهم الفرنساويون والعثمانيون بالنجدة فَعَاد الروس بخفي حنين وَهَذِه الموقعة شهيرة فِي التَّارِيخ الْحَرْبِيّ لما اتاه خيالة الانكليز ومشاتهم من الثَّبَات وَقُوَّة الجأش
وَبعد ذَلِك اوقف الْقِتَال بِسَبَب دُخُول الْبرد وانتشار الامراض فِي الجيوش المحاصرة واستمرت اعمال الْحصار والدفاع حول مَدِينَة سباستوبول وداخلها
وَفِي هَذِه السّنة ارسلت فرنسا وانكلترا دونانماتها إِلَى بَحر بلطيق وَالْبَحْر الابيض الشمالي والاوقيانوس الباسيفيكي لضرب الثغور الروسية لَكِن لم تعد هَذِه الارساليات البحرية بفوائد تعادل مصاريفها فَقَط استولى الاميرال نابير الانكليزي فِي ٢٢ الْقعدَة سنة ١٢٧٠ ١٦ اغسطس سنة ١٨٥٤ على جَزِيرَة رومرسند فِي بَحر بلطيق بمساعدة الْقَائِد الفرنساوي براجي ديليه واسر حاميتها
وَفِي اواخر هَذِه السّنة دارت المخابرات ثَانِيًا فِي مَدِينَة ويانه للوصول إِلَى الصُّلْح وايقاف اضرار الْحَرْب قبل اشتدادها وَذَلِكَ ان فرنسا وانكلترا عرضتا على النمسا ان تتحد مَعَهُمَا ضد الروسيا بِمَعْنى انها تتعهد بحماية ولايتي الافلاق والبغدان ضد الروسيا وانه لَا يجوز لاحدى الدول الثَّلَاث المخابرة مَعَ الروسيا الا باطلاع حليفتيها الاخيرتين وان فرنسا وانكلترا يساعدان النمسا بِالْقُوَّةِ لَو اعلنت الْحَرْب بَينهَا وَبَين الروسيا بِسَبَب هَذِه المعاهدة فَقبلت النمسا هَذِه الاقتراحات مبدئيا وعرضتها على ملك بروسيا اتبَاعا لشروط الْوِفَاق الَّذِي عقد بَينهمَا فِي برلين وَسبق ذكره فِي مَوْضِعه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute