فَلم يقبلهَا فريدريك غليوم بل الح على فرنسوا جوزيف برفضها لَكِن لم يصغ هَذَا الاخير لالحاحه بل صدق عَلَيْهَا نهائيا فِي ١١ ربيع اول سنة ١٢٧١ ٢ دسمبر سنة ١٨٥٤ واعلن الْبُرْنُس غورتشاكوف الَّذِي خلف المسيو مياندورف فِي سفارة الروسيا بِمَدِينَة ويانه انه إِن لم تقبل الروسيا الصُّلْح قبل ختام السّنة وتتعهد للدول الاربع بطلباتها وَهِي
اولا عدم استئثار الروسيا بحماية مسيحي الدولة الْعلية وحماية ولايتي الافلاق والبغدان
ثَانِيًا حريَّة الملاحة لجَمِيع الدول فِي نهر الطونه
ثَالِثا تَعْدِيل المعاهدات المختصة بالمرور فِي بوغازات الاستانة وخصوصا معاهدة سنة ١٨٤١
رَابِعا وضع قَاعِدَة جَدِيدَة لتوازن القوى فِي الْبَحْر الاسود فَتكون هَذِه المعاهدة الثلاثية الجديدة نَافِذَة الْمَفْعُول
فاظهر الْبُرْنُس غورتشاكوف ارتياحه لاجابة هَذِه الطلبات غير انه اعتذر بِعَدَمِ وجود تعليمات لَدَيْهِ تبيح لَهُ التَّصْدِيق عَلَيْهَا وَطلب مهلة قَليلَة لتبليغ صُورَة هَذِه الطلبات لدولته وَطلب تعليمات جَدِيدَة مِنْهَا ثمَّ فِي ٢٨ دسمبر اجْتمع سفراء انكلترا وفرنسا والروسيا والنمسا عِنْد وَزِير خارجية ويانه وقرروا اعطاءه المهلة الْمَطْلُوبَة وَبِذَلِك انْتَهَت هَذِه السّنة والآمال متجهة نَحْو الْوُصُول إِلَى صلح عمومي يكون وَرَاءه حقن دِمَاء الْعباد واستمرت الاستعدادات حول سباستوبول وداخلها مُدَّة الشتَاء وَفِي ٢٩ جُمَادَى الاولى سنة ١٢٧١ الْمُوَافق ١٧ فبراير سنة ١٨٥٥ هاجم الروس العثمانيين وَمن كَانَ مَعَهم من الْجنُود المصرية الَّتِي ارسلت من مصر للمساعدة وَقت الْحَرْب طبقًا للفرمانات فِي مَدِينَة اوباثويا فردهم عمر باشا الْقَائِد العثماني على اعقابهم بعد ان قتل مِنْهُم عددا عَظِيما وَقتل فِي هَذَا الْيَوْم سليم باشا الشهير بَابي طربوش قَائِد الْفرْقَة المصرية وَمِمَّا جعل لهَذِهِ الْوَاقِعَة تَأْثِيرا شَدِيدا على الامبراطور نقولا ان الجيوش الاوروبية لم تساعد العثمانيين فِيهَا بل كَانَ النَّصْر بِمُجَرَّد فضل الجيوش الاسلامية الَّتِي كثيرا مَا فازت على الروس وَغَيرهم بالغلبة وَيُقَال ان مَا