وَبعد امضاء هَذِه المعاهدة اجْتمع المؤتمر فِي الْخَمْسَة ايام الاولى من شهر ابريل وَقرر رفع الْحصار البحري عَن موانئ الروسيا وان تسحب فرنسا وانكلترا وبيمونتي سردينيا عساكرها من بِلَاد القرم فِي مَسَافَة سِتَّة اشهر وان يعْطى للنمسا قدر هَذِه الْمدَّة لاخلاء ولايتي الافلاق والبغدان وَثَلَاثَة اشهر لتسليم مَدِينَة قارص وقلعتها إِلَى الدولة الْعلية وان اللجنة الَّتِي تعين لفصل الْحُدُود بَين الدولة والروسيا فِي جِهَات بسارابيا تَجْتَمِع فِي اول رَمَضَان سنة ١٢٧٢ الْمُوَافق ٦ مايو سنة ١٨٥٦ فِي مَدِينَة غلاتس للبدء فِي عَملهَا
وَلما انْتَهَت اعمال المؤتمر الَّذِي اجْتمع لاجلها اقترح عَلَيْهِ المسيو ولوسكي النّظر فِي بعض الشؤون الاوروبية الَّتِي يخْشَى مِنْهَا على السّلم فقرر عدَّة امور لَا تدخل فِي موضوعنا فاضربنا عَنْهَا صفحا لعدم الاطالة
وَلَا يخْطر ببال اُحْدُ من حضرات الْقُرَّاء الافاضل ان هَذِه الْحَرْب حصلت لمحض صَالح الدولة الْعلية بل لم يكن الْقَصْد مِنْهَا سوى اضعاف الروسيا وَعدم توغلها فِي اراضي الدولة العثمانية وَلما انْتَهَت الحروب على حسب رغائب الدول اخذوا فِي ايجاد الاسباب الْمُوجبَة ضعف الدولة نَفسهَا حَتَّى لَا تقوى على معارضتهم وَتبقى كحاجز بَين الروسيا وَالْبَحْر الابيض الْمُتَوَسّط لَيْسَ الا وَلذَلِك ساعدت الدول ولايتي الافلاق والبغدان على انضمام كل للاخرى وتكوين حُكُومَة شبه مُسْتَقلَّة تسمى حُكُومَة الامارات المتحدة يكون لَهَا امير وَاحِد ومجلس نواب تَحت حماية جَمِيع الدولة وتأيد ذَلِك بوفاق امْضِي فِي باريس فِي ٢٩ محرم سنة ١٢٧٥ الْمُوَافق ١٩ اغسطس سنة ١٨٥٨ وانتخبت الولايات الْبُرْنُس كوزا اميرا لَهما واعترف الْبَاب العالي بِهَذَا الانتخاب حسما للنزاع ثمَّ اوجدوا مشاكل كَثِيرَة فِي بِلَاد الصرب والجبل