اربعة ايام وَعرضه كَاف لمرور سفينتين من اكبر السفن فِي آن وَاحِد بِكُل سهولة وَهُوَ يتَفَرَّع عَن فرع النّيل الَّذِي يصب عِنْد مَدِينَة بيلوزة الْقَائِمَة مَدِينَة بورسعيد بِالْقربِ من اطلالها ويبتدئ عِنْد مَدِينَة بوباستيس الْمَوْجُودَة اطلالها بِالْقربِ من الزقازيق وَيُطلق عَلَيْهَا اسْم تل بَسطه وَيتَّجه شرقا حَتَّى يصل إِلَى الْبَحْر الاحمر اه
فَيظْهر من هَذَا الشَّرْح ان المراكب كَانَت تاتي من الْبَحْر الابيض فتصعد فرع النّيل الشَّرْقِي إِلَى قرب الزقازيق ثمَّ تدخل فِي الخليج حَتَّى تصل إِلَى الْبَحْر الاحمر وظل هَذَا الِاتِّصَال بَاقِيا حَتَّى انهالت رمال الصَّحرَاء الشرقية على الخليج فردمته وَيُقَال ان ابا جَعْفَر الْمَنْصُور العباسي امْر بابطاله عِنْدَمَا خرج عَلَيْهِ الْحجَّاج وتحصن فِي الْمَدِينَة المنورة حَتَّى لَا تَأتي اليه الْمُؤَن بسهولة عَن طَرِيق هَذَا الخليج
ثمَّ خطر ببال السُّلْطَان مصطفى الثَّالِث العثماني ان يُعِيد الِاتِّصَال كَمَا كَانَ وكلف البارون دي توت بدرس هَذَا الْمَشْرُوع وَلم يتم بِسَبَب موت السُّلْطَان وَترك من خَلفه لَهُ وَلما اتى بونابرت الفرنساوي إِلَى مصر ارسل لجنة علمية للتحقق من امكان ايصال الْبَحْرين بخليج يصل بَينهمَا بِدُونِ ان تمر المراكب فِي وسط الْبِلَاد المصرية فاجابته اللجنة بالايجاب ولداعي خُرُوجه من مصر سَرِيعا كَمَا سبق شَرحه لم يُمكنهُ تَنْفِيذ مشروعه
وَكَانَ يظنّ قبلا ان حفر خليج يصل بَين الْبَحْرين مُبَاشرَة امْر مُسْتَحِيل بِسَبَب ادِّعَاء بعض الْعلمَاء ان سطح مياه الْبَحْر الاحمر اعلى بِنَحْوِ عشرَة امتار عَن سطح مياه الْبَحْر الابيض كَمَا قَرّرته بعثة علمية فرنساوية فِي سنة ١٧٧٩ وَلم يُخَالِفهَا فِي هَذَا الرَّأْي الا الرياضي الشهير لابلاس لَكِن اسقط هَذَا القَوْل الْبَحْث الَّذِي