اجرى فِي اواسط هَذَا الْقرن بِمَعْرِِفَة بعض ضباط من الانكليز فِي سنة ١٨٤٠ ولجنة من عدَّة مهندسين فرنساويين فِي سنة ١٨٤٧ واخيرا بِمَعْرِِفَة لبنان باشا فِي سنة ١٨٥٣
وَلما تحقق لَدَى الْعُمُوم باجماع الْعلمَاء ان مسطح الْبَحْرين متساو سعى المسيو فردينان دي ليسبس قنصل فرنسا فِي مصر لَدَى المرحوم سعيد باشا وَالِي مصر اذ ذَاك للحصول على فرمان يخوله امتياز تشكيل شركَة عمومية لاتمام هَذَا الْعَمَل
وَبعد مساع لَا مزِيد عَلَيْهَا تحصل على هَذَا الفرمان مؤرخا ٣٠ نوفمبر سنة ١٨٥٤ وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ ان يكون الخليج المزمع انشاؤه ملكا للشَّرِكَة مُدَّة ٩٩ سنة تبتدئ من يَوْم فَتحه للملاحة وان يجوز لَهَا انشاء خليج آخر يصل بَين النّيل والخليج المالح وان تتنازل لَهَا الْحُكُومَة عَن الاراضي الاميرية الْغَيْر صَالِحَة للزِّرَاعَة الَّتِي تمر الترعة الحلوة فِيهَا بِشَرْط ان تزرعها الشّركَة على مصاريفها واخيرا ان لَا يعْمل بِهَذَا الفرمان وَلَا يبتدأ فِي الْعَمَل الا بعد تَصْدِيق الْبَاب العالي عَلَيْهِ
وَفِي ٢٠ يوليو سنة ١٨٥٦ تعهدت الْحُكُومَة للشَّرِكَة باحضار من يلْزم لَهَا من العملة من المصريين قهرا بالطريقة الَّتِي كَانَت متبعة فِي الاعمال العمومية وان تدفع لَهُم الشّركَة الاجر من طرفها لمن عمره اقل من اثْنَتَيْ عشرَة سنة قرشا صاغا يوميا وَمن زَاد سنه عَن ذَلِك تكون اجرته من قرشين أَو نصف إِلَى ثَلَاثَة قروش وَذَلِكَ خلاف الجراية الَّتِي تُعْطِي لكل وَاحِد مِنْهُم وَقيمتهَا قِرْش صاغ وَاشْترط على الشّركَة انشاء اسبتاليات مشافي وترتيب اطباء لمعالجة المرضى على طرفها وَلَوْلَا هَذِه الشُّرُوط لما امكن الشّركَة اتمام هَذَا الْمَشْرُوع وَعدم وجود شَرط مثله كَانَ سَببا فِي عدم نجاح مَشْرُوع فتح برزخ بناما لَان الشّركَة لم تَجِد عمالا بِهَذِهِ الصّفة يكونُونَ موجودين