حركات الروسيا ومنعها بِالْقُوَّةِ لَو ارادت احتلال الاستانة
وَلما كَانَ الْبَاب العالي قد اباح للدونانمة الانكليزية الْمُرُور من بوغاز الدردنيل اثناء مخابرات ادرنه اراد الاميرال الانكليزي الْمُرُور بِمُقْتَضى التَّصْرِيح الْقَدِيم فَمَنعه حكمدار القلعة سلطانية
وَلذَا ارسل الاميرال إِلَى نظارة البحربة يخبرها بذلك فامرته بالمرور بِالْقُوَّةِ وَكتب وَزِير الخارجية إِلَى الْبَاب العالي يُعلمهُ بعزمها خوفًا من الطولة وضياع الْوَقْت فِي المخابرات للحصول على هَذَا الْجَوَاز فَجمع وَزِير الخارجية سرُور باشا الَّذِي خلف صفوت باشا الوزراء الحاليين والاقدمين وَبعد مباحثة طَوِيلَة اكْتفى الْبَاب العالي باقامة الْحجَّة ضد انكلترا وَدخلت المراكب الانكليزية امام الاستانة فِي مياه البوسفور
ولنذكر قبل شرح المخابرات السياسية الَّتِي كَانَت نتيجتها ابرام معاهدة سان استفانوس ثمَّ تعديلها بِمُقْتَضى معاهدة برلين بعض مَا حصل فِي الاستانة من الامور الخطيرة فَنَقُول ان مجلسي المبعوثان والاعيان دعيا للاجتماع للنَّظَر فِي شؤون الدولة فاجتمعا مَعًا بهيئة برلمنت مجْلِس نيابي فِي ٧ ذِي الْحجَّة سنة ١٢٩٤ دسمبر سنة ١٨٧٧ والقي عَلَيْهِمَا خطاب عَن لِسَان جلالة مَوْلَانَا السُّلْطَان الاعظم شَارِح حَالَة الدولة وَمَا وصلت اليه من الْعسر بِسَبَب الْحَرْب الْقَائِمَة بَينهَا وَبَين الروسيا واليك تَرْجَمته نقلا عَن مَجْمُوعَة الجوائب
يَا ايها الاعيان والمبعوثان
انني اكْتسب الممنونية بِفَتْح الْمجْلس العمومي وبمشاهدة مبعوثي الْملَّة وكما هُوَ مَعْلُوم لديكم انه لما اعلنت دولة الروسيا الْحَرْب على دولتنا فِي الْعَام الْمَاضِي اضطررنا للمقابلة والمدافعة وَمَا زَالَت الْحَرْب قَائِمَة على ان الوقوعات الْعَظِيمَة الْغَيْر مسبوقة قد اثقلت جدا مشكلات الْحَرْب لَان الاختلال الَّذِي شب فِي هرسك مُنْذُ عَاميْنِ وَنصف قد ظهر ايضا فِي غَيرهَا من بعض المواقع وَقسم من اهاليها المتمتعين بالمساعدات