الصَّالح وَهُوَ انه رأى الْقَمَر صعد من صدر هَذَا الشَّيْخ وَبعد ان صَار بَدْرًا نزل فِي صَدره أَي فِي صدر عُثْمَان ثمَّ خرجت من صلبه شَجَرَة نمت فِي الْحَال حَتَّى غطت الاكوان بظلها وَنظر اكبر الْجبَال تحتهَا وَخرج النّيل والدجلة والغرات والطونة من جذعها وَرَأى ورق هَذِه الشَّجَرَة كالسيوف يحولها الرّيح نَحْو مَدِينَة الْقُسْطَنْطِينِيَّة
فتفاءل الشَّيْخ من هَذَا الْمَنَام وزوجه ابْنَته وَمَعَ اعتقادنا ان هَذَا الْمَنَام لَا بُد ان يكون مَوْضُوعا كَمَا يضع المؤرخون مثل هَذِه الاحلام لتعليل ظُهُور وَتقدم كل دولة سَوَاء كَانَ فِي ممالك الشرق اَوْ الغرب فقد ذَكرْنَاهُ تتميما للفائدة وَقبل ان يَبْنِي بهَا كَانَ طلبَهَا امير اسكي شهر فرفض والدها طلبه فحنق على عُثْمَان لما تزَوجهَا واراد ان يفتك بِهِ فهاجمه فِي قصر اُحْدُ مجاوريه وَطلب من صَاحب الْقصر ان يُسلمهُ اليه فَأبى ثمَّ خرج عَلَيْهِ عُثْمَان وَمن مَعَه ورده على عقبه واسر كوسه ميخائيل اُحْدُ من كَانَ مَعَه من الامراء ولكثرة اعجاب هَذَا الامير بشجاعة عُثْمَان تعلق بِهِ وَصَارَ من اخصائه ثمَّ اسْلَمْ وَبقيت دريته مَشْهُورَة فِي تَارِيخ الدولة باسم عائلة ميخائيل اوغلى
وَلما توفّي ارطغرل سنة ٦٨٧ هـ الْمُوَافقَة سنة ١٢٨٨ م عين الْملك عَلَاء الدّين اكبر اولاده مَكَانَهُ وَهُوَ عُثْمَان مؤسس دولتنا الْعلية العثمانية وَفِي هَذِه السّنة